المقالة الخامسة والثلاثون:
هذا العبد العظيم
لله عبد أنفه إلى طاعة الله مخزوم، وقوله بالتوكل عليه محزوم. لا يقرع ظنوبه إلى غير قِبابه، ولا يُقعقع إلا حلقة بابه ولا يزلُّ ظُفرًا عن عتبته، قرقًا مِن توجه معتبته. مُكمِّش أذياله مُشمّر، ماثل ممتثل حيث أُمر لمّا أُمر.
المقالة السادسة والثلاثون:
ويل لأهل الفخر
كبّ الله على مناخره، من زكّى نفسه بمفاخره. على أنه ربّ مساخر، يعدها الناس مفاخر. يقول الرجل جدّي فلان، وأنا ممن يقدّمه السلطان. وأبوه عبد لبعض العُصاة مُسخر، ومَن قدّمه السلطان فهو المؤخر. الأصيل من رسخ في ثرى الطاعة عِراقه، والمقدّم من أحرز قصب السبق سبقه.
المقالة السابعة والثلاثون:
الرواية عن فلان وفلان
إمش في دينك تحت راية السلطان، ولا تقنع بالرواية عن فلان وفلان. فما الأسد المحتجب في عرينه، أعز من الرجل المحتج على قرينه. وما العنز الجرباء تحت الشمأَل البليل، أذل من المُقلد عند صاحب الدليل. ومن تبع في أصول الدين تقليده، فقد ضيع وراء الباب المرتج إقليده. وجامع الروايات الكثيرة ولا حجة عنده، مقوِ أوقر ظهره بالحطب وأغفل زنده. إن كان للضلال أُمٌ فالتقليد أمُّه، قلّد الله حبلًا من مسد من يقصده ويؤمه.
1 / 16