11

أثر الشك والوسواس في وجود الله ﷿ على عقيدة المسلم

أثر الشك والوسواس في وجود الله ﷿ على عقيدة المسلم

Genres

أولًا: دليل الفطرة أهل الفطر كلهم متفقون على الإقرار بالله ﷿. (^١) "فإن الإقرار بالخالق سبحانه، وكماله، أمر فطري ضروري في حق من سلمت فطرته " (^٢)، "فالفطرة السليمة تشهد بوجود الله من غير دليل:، ولم يُطل القرآن في الاستدلال على وجود الله تعالى، لأنّ القرآن يقرّر أنّ الفطر السليمة، والنفوس التي لم تتقذر بأقذار الشرك، مفطورة على الاقرار بوجوده سبحانه وتعالي، بل إنّ توحيده - سبحانه - أمر فطري بدهي؛ قال الله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: ٣٠]. وقد نصّ الرسول ﷺ على فطرة الإقرار بالخالق، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء؛ هل تحسون فيها من جدعاء) ثم يقول أبو هريرة ﵁: اقرؤوا إن شئتم (فطرة الله التي فطر الناس عليها) (^٣). ولم يقل ﷺ في الحديث ويُسلمانِه، لأنّ الإسلام مُوافقٌ للفطرة ". (^٤) ولذلك لم يكثر السلف ﵏ الخوض في إثبات وجود الله تعالى، وحشد الأدلة لتقريره، لأنه من القضايا المسلمة المستقرة في الفطرة البشرية ". (^٥)

(^١) مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية (٦/ ٣٨٦). (^٢) المرجع السابق، (٦/ ٧٣). (^٣) رواه البخاري برقم كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، برقم (١٣٨٥)، ورواه مسلم في كتاب القدر، باب كل مولود يولد على الفطرة، برقم (٢٦٥٨). (^٤) العقيدة في الله، عمر سليمان الأشقر، دار النفائس، ١٤١٩ هـ، الأردن، (٦٩ - ٧٠). (^٥) المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الإجماع، خالد بن مسعود الجعيد وآخرون ' دار الهدي النبوي؛ دار الفضيلة، مصر - السعودية، الطبعة الأولى، ١٤٢٨ هـ، (٢٣٩).

1 / 14