الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

Mohammed ben Saoud d. Unknown
51

الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

السنة التاسعة والعشرون. العدد السابع بعد المائة. (١٤١٨/١٤١٩هـ) / (١٩٩٨

Année de publication

١٩٩٩م

Genres

المبحث الرابع: بعض خصائص البلد الأمين (القرية، والمسجد) أولًا: (القرية) وهي كل ما يحيط بالمسجد الحرام، من دور، ومرافق عامة، وخاصة، اتخذها الإنسان لنفسه، وعمرها، وفق حاجاته الأساسية والضرورية للعيش في الحياة الدنيا، وذلك منذ قبول (هاجر) أم إسماعيل ﵇، نفرًا من جرهم مشاركتها ماء (زمزم) . وأخذ ذلك المجتمع الصغير ينمو، ويتسع مع مضي الوقت والزمان، واكتسب أهمية عظمى في نفوس العباد منذ أن خوّل الباري جل وعلا خليله إبراهيم، وابنه إسماعيل ﵉ برفع قواعد أول بيت وضع للناس، الكعبة البيت الحرام، بيتًا لله في الأرض. فكان من الطبيعي أن يكتسب جيرانه حرمة من حرمته، ومكانة من مكانته تفوق كل حرمة وكل مكانة في أي بقعة من الأرض. نصحت إحدى نساء العرب أبناءها في الجاهلية - وكانت شاعرة بليغة - بما يجب عليهم فعله تجاه البلد الحرام قائلة: أَبَنيَّ لاَ تَظْلِم بمكة ... لا الصَّغيرَ ولا الكبير واحْفَظ محارمَها بُنَيَّ ... ولا يَغْرَّنكَ الغرور أَبنيَّ من يَظْلم بمكة ... يَلْقَ أطراف الشُّرور أَبنيَّ يُضْربُ وجهَه ... وَيَلُحْ بخديه السعير أَبنيَّ قَدْ جَربتُها ... فوجدتُ ظالمها يبور

1 / 174