127

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

Chercheur

عمار طالبي

Maison d'édition

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

Numéro d'édition

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

Année de publication

١٩٦٨ ميلادية

Genres

وفي مثل: ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَكُنْتُ نَاسِيَا (١). ٣ - فالمعنى الأصلي للذكر محلُّه القلب، إذ القلب محل ضده النسيان، والضدان إنما يتضادان في محل واحد، قال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا (٢)﴾ أي جعلنا قلبه غافلًا عن ذكرنا. فالغفلة في القلب والذكر في القلب. وأخوات الذكر- كالذكرى، والتذكير والذُكر، بضم الذال،- كلها من أعمال القلب، وهو مثلها. وأما الصمت الذي هو من شأن اللسان فليس ضدًا له كما قد قيل، وإنما هو ضد في كلام العرب لأعمال لسانية كالنطق في قولهم في المال (ناطق وصامت) وما في الحديث: "فليقل خيرًا أو ليصمت". ٤ - ثم يطلق الذكر إطلاقًا شائعًا على ما يجري على اللسان مما يخبر به عما في القلب ويعبر عنه، ومنه قوله تعالى: ﴿فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (٣)﴾. وسمى الله- تعالى- القرآن ذكرًا كما في قوله: ﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ (٤)﴾ لأن آياته متلوَّة بالألسنة ومعانيه حاضرة في القلوب. ومثله في هذه التسمية كلمات التسبيح والحمد والتهليل والتكبير من جميع الأذكار. ويقال في كل عمل من أعمال الطاعة ذكر، لأنها كلها مرتبطة

(١) أنظر مجمع الأمثال ٢٧٩/ ١، المثل رقم ١٤٦٩ وتمامه: ردوا على أقربها الأقاصيا ... إنَّ لها بالمشرفيّ حاديًا ذكَّرتْني الطَّعن وكنت ناسيا (٢) ٢٨/ ١٨ الكهف. (٣) ٣/ ٣٧ الصافات. (٤) ٢١/ ٥٠ الأنبياء.

1 / 130