يسخط ويمقتنا، ويتمنى زوال دولتنا، وما يدريه لعل الشقاء له في ذلك اكثر، فاذا دخل علينا اطلعنا عليه، وظهر لنا ذلك في أسارير وجهه وفلتات لسانه، فنقابله تارة بالاعراض عنه، وتارة بالإحسان إليه لنختبر حالتيه في ذلك. فاذا تحققنا ذلك أهملناه، فان استقام استقمنا له، وإن زادت حاله فسادا عاقبناه، وعقوبتنا ضرب العنق. وفي هذا الكلام من دقائق الساسة وضوابط الاستيلاء ما يحل موقعه ويعظم نفعه.
وهكذا النبي كان يبايع اصحابه على السمع والطاعة في المنشط والمكرو. وفي صحيح مسلم عن ام الحصين انها سمعث رسول الله عه، يخطب في حجة الوداع، فقال: « ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا» وفي طريق اخر: عبدا حبشيا مجذعا(1)، فعلى هذا لا يطاع في معصيه الله.
وفى الصحاح عن ابن عمر رضى الله عنهما، انه قال في خطبته : «على المسلم السمع والطاعة فيما حب أو كره إلا أن يؤمن بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة»(2).
Page 92