Les traces des premiers dans l'organisation des états
آثار الأول في ترتيب الدول
Genres
ومن استقرأ أحوال الماضين وحروب المتقدمين علم أن البدرة لمن بدر أغلب الاحوال.
مر ذلك قصه بهرام(1) جور وهى من عجائب السير، لما قصده خاقان الأكبر ملك الثرك في مائتى ألف فارس، ودخل أرض الفرس يستبيحها ويطوي ممالكها، بعت إلى بهرام جور وهو يومئذ بالعراق أن أصلح ما قبلك من الطرق والجسور والانهار فإنى أريد الوصول إلى العراق، وكان بهرام مشتغلا باللهو واللذة مع ندمائه وجواريه، فاجتمعت عظماء الفرس ليه مرة بعد مرق ينهضونه ويحركونه ليتدارك ما دهمه وهو لا يزيدهم غير الوعد والتسويف، ويقول في أثناء كلامه: إن ديننا هو دين الحق، وإن الله تعالى عودنا النصر ووعدنا أن لا يخذلنا، تم ينعكف على شانه ولذته، فاجتمع العظماء وتشاوروا وقالوا: هذا رجل نائم مغرور ولا مطمع بى فلاحه، ومن المصلحة أن نكاتب هذا الجبار خاقان ونصانعه على خراج نحمله إليه من بلادنا ونستكف شره وتسلم البلاد من مضرته، فانه ان وطىء البلاد أخربها بممره فيها، فضلا عن أخذ أموالها وسبي ذراريها وهلاك أهلها، ففعلوا ذلك وبعثوا إليه بالهدايا والتحف وبمن يفرر لهم ذلك معه، فطمع خاقان وتوسط بلاد الفرس، وأطلق خيله ترعى في المروج، وجلسوا
Page 335