Athar A'mal Al-Quloob Ala Al-Da'iya Wa Al-Da'wa

Ibrahim ibn Hasan al-Hadritti d. Unknown
68

Athar A'mal Al-Quloob Ala Al-Da'iya Wa Al-Da'wa

أثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة

Genres

قال ابن مسعود ﵁: "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الحديد: ١٦] إلا أربع سنين" (^١). وقال السعدي ﵀ في تفسيره لهذه الآية: "أي: ألم يجئ الوقت الذي تلين به قلوبهم وتخشع لذكر الله الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره، وما نزل من الحق الذي جاء به محمد ﷺ؟! وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله تعالى، ولما أنزله من الكتاب والحكمة، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية والأحكام الشرعية كل وقت، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك، ﴿وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ﴾ أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التام، ثم لم يدوموا عليه، ولا ثبتوا، بل طال عليهم الزمان واستمرت بهم الغفلة، فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم، ﴿فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾، فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزله الله، وتناطق بالحكمة، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك؛ فإن ذلك سبب لقسوة القلب وجمود العين" (^٢). الفرع الثاني: خطر أعمال القلوب التي يبغضها الله: يدل على خطورة أعمال القلوب الفاسدة ما يترتب على آثارها من العقوبات الربانية، فقد جعل ﷾ ما يحصل في القلوب من فساد وآفات وخلل سببًا لتلك العقوبات الربانية، وفي ذلك تحذير لأهل الإيمان؛ لأجل أن يتفقدوا قلوبهم، ويحرصوا على سلامتها من هذه الآفات، ودونك شيئًا من ذلك: ١ - ختم الله على قلوب الكافرين وطبع عليها بسبب كفرهم؛ عقوبةً لهم:

(^١) مسلم (٤/ ٢٣١٩). (^٢) تفسير السعدي (٨٤٠).

1 / 68