63

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Maison d'édition

مركز النخب العلمية-القصيم

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Lieu d'édition

بريدة

Genres

وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَمَعَ فِيمَا وَصَفَ وَسَمَّى بِهِ نَفْسَهُ بَيْنَ: النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ،
الشرح الرسل ﵈، وهو تسبيح الله وتنزيهه؛ ولهذا سلم على المرسلين لسلامة ما قالوه. والرسل: هم أعظم مَن سبَّح الله ونزَّهه. وإنما ذكر المُصَنِّف هذه الآية لأنها تدل على تنزيه الله تعالى. ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ عما وصفه به الذين لا يعلمون. وهذه الآية عامة؛ يدخل فيها كل من وصف الله بما لا يليق به، ويدخل في ذلك أهل التحريف، وأيضًا جميع الطوائف المبتدِعة؛ لأنهم قالوا على الله بلا علم. وهذه الجملة تضمنت قاعدة عظيمة نافعة في هذا الباب، وهي أن الكلام في الصفات مبني على أصلين، بيَّنَهما في قوله: «وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَمَعَ فِيمَا وَصَفَ وَسَمَّى بِهِ نَفْسَهُ بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ»: الأصل الأول: النفي. والأصل الثاني: الإثبات. فأما النفي: فالمراد به نفي ما يُضادُّ كمالَ الله تعالى؛ من أنواع العيوب والنقائص. وأما الإثبات: فهو إثبات صفات الكمال ونعوت الجلال لله ﷾. فالقرآن فيه نفي وإثبات.

1 / 68