196

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Maison d'édition

مركز النخب العلمية-القصيم

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Lieu d'édition

بريدة

Genres

وَيَتَبَرَّؤونَ مِنْ طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ، وَطَرِيقَةِ النَّوَاصِب الَّذِينَ يُؤْذُونَ أَهْلَ الْبَيْتِ بِقَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَيقُولُونَ: إنَّ هَذِهِ الْآثَارَ المَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ مِنْهَا مَا هُوَ كَذِبٌ، وَمِنْهَا مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ وَنُقِصَ وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ، وَالصَّحِيحُ مِنْهُ هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ؛ إِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ، وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يَعْتَقِدُونَ أَنْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعْصُومٌ عَنْ كَبَائِرِ الْإِثْمِ وَصَغَائِرِهِ، بَلْ يَجُوزُ عَلَيْهِمُ الذُّنُوبُ فِي الجمْلَةِ، وَلَهُمْ مِنَ السَّوَابِقِ وَالْفَضَائِلِ مَا يُوجِبُ مَغْفِرَةَ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ إِنْ صَدَرَ،

الشرح
ووقوفِها معه، ولكونها أمَّ أكثر أولاده، وعائشة ﵂ جاء فضلها في قول النبي ﷺ: «فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» (^١)، وقد قال القحطاني:
أَكْرِمْ بِعَائِشَةَ الرِّضَا مِنْ حُرَّةٍ ... بِكْرٍ مُطَهَّرَةِ الإِزَارِ حَصَان
هِيَ عِرْسُهُ هِيَ إِلْفُهُ هِيَ أُنْسُهُ ... هِيَ حِبُّه صِدْقًا بِلَا إِدْهَان
قوله: «وَيقولون: إن هَذِهِ الْآثَارَ المَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ مِنْهَا مَا هُوَ كَذِبٌ» وهو الأكثر.
قوله: «وَلَهُمْ مِنَ السَّوَابِقِ وَالْفَضَائِلِ مَا يُوجِبُ مَغْفِرَةَ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ إِنْ صَدَرَ» من الأسباب المكفرة لذنوبهم:

(^١) أخرجه البخاري (٤/ ١٥٨) رقم (٣٤١١)، ومسلم (٤/ ١٨٨٦) رقم (٢٤٣١) من حديث أبي موسى ﵁.

1 / 201