143

At-Tawassul : ses types et ses jugements

التوسل أنواعه وأحكامه

Chercheur

محمد عيد العباسي

Maison d'édition

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ

Année de publication

٢٠٠١ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

وأمر آخر نذكره في هذه المناسبة وهو أن من المقرر لدى علماء الأصول أنه لابد لاعتبار المناط في حكم ما من أن يكون قد ورد تعيينه في نص من كتاب أو سنة، ولا يكفي فيه الاعتماد على الظن والاستنباط. وإذا عدنا إلى ما ذكره الدكتور وجدنا أنه قد ادعى مناطًا ليس عليه شبة دليل من الكتاب والسنة، وإنما عمدته في ذلك مجرد الظن والوهم، فهل هكذا يكون العلم وإثبات الحقائق الشرعية عند الدكتور الذين يُعَنْون لبعض كتبه بأنها "أبحاث في القمة"؟ وأمر ثالث وأخير وهو أن الدكتور قد ادعى أن النبي ﷺ أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق. وهذه عقيدة، وهي لا تثبت عنده١، إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة٢، أي بآية قطعية الدلالة، أو حديث متواتر قطعي الدلالة، فأين هذا النص الذي يثبت كونه ﷺ أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟ ومن المعلوم أن هذه القضية مختلف فيها بين العلماء، وقد توقف فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، ومن شاء التفصيل فعليه بشرح عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي ﵀، "ص٣٣٧-٣٤٨، طبعة المكتب الإسلامي بتحقيقي".

١ كما قررت ذلك في أكثر من كتاب من كتبه "كبرى اليقينات الكونية ط ٢ ص ٢٦" و"اللامذهبية". ٢ انظر بيان خطأ الرأي في رسالتنا "وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة".

1 / 149