At-Tawassul : ses types et ses jugements

Naser al-Din al-Albani d. 1420 AH
132

At-Tawassul : ses types et ses jugements

التوسل أنواعه وأحكامه

Chercheur

محمد عيد العباسي

Maison d'édition

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ

Année de publication

٢٠٠١ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

ومع ذلك فقد ضل أقوام لم تشعر أفئدتهم بمحبة رسول الله ﷺ، وراحوا يستنكرون التوسل بذاته ﷺ بعد وفاته، بحجة أن تأثير النبي ﷺ قد انقطع بوفاته، فالتوسل به إنما هو توسل بشيء تأثير له البتة. وهذه حجة تدل على جهل عجيب جدًا، فهل ثبت لرسول الله ﷺ تأثير ذاتي في الأشياء في حال حياته حتى نبحث عن مصير هذا التأثير بعد وفاته؟ إن أحدًا من المسلمين لا يستطيع أن ينسب أي تأثير ذاتي في الأشياء لغير الواحد الأحد، ومن اعتقد خلاف ذلك يكفر بإجماع المسلمين كلهم ... فمناط التبرك والتوسل به أو بآثاره ﷺ ليس هو إسناد أي تأثير إليه، وإنما المناط كونه أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق، وكونه رحمة من الله للعباد، فهو التوسل بقربه ﷺ إلى ربه وبرحمته الكبرى للخلق، وبهذا المعنى توسل الأعمى به ﷺ في أن يرد عليه بصره، فرده الله عليه١، وبهذا المعنى كان الصحابة يتوسلون بآثاره وفضلاته دون أن يجدوا منه أي إنكار. وقد مر بيان استحباب الاستشفاع بأهل الصلاح والتقوى وأهل بيت النبوة في الاستسقاء وغيره، وأن ذلك مما أجمع عليه جمهور الأئمة والفقهاء بما فيهم الشوكاني وابن قدامة والصنعاني وغيرهم. والفرق بعد هذا بين حياته وموته ﷺ خلط عجيب وغريب في البحث لا مسوغ له". ولنا على هذا الكلام مؤاخذات كثيرة نورد أهمها فيما يلي: ١ – لقد أشرنا "ص٧٦-٧٧" إلى تعريض البوطي بالسلفيين، واتهامه

١ قلت أورد الدكتور في الحاشية حديث الأعمى وذكر أن في بعض الروايات زيادة: "فإن كان لك حاجة فافعل مثل ذلك"! جاهلا ضعفها انظر "ص ٨٣".

1 / 138