موكب الإسلام ومظهره، ولباب حسبه وجوهره، وموسمه الحرام أشهره. مهرجانه العظيم، وعرسه الفخيم، ونديه
1
الكريم، والنظم الذي قرن فيه الدنيا إلى دينه القويم، فجعله لها صلاحا وعمارة، وملأها بيمنه نماء ويسارة،
2
وأفاض بركاته على التجارة؛ وسخرها لخدمته، وإظهار دعوته، وجمع كلمته، وتوثيق عروته؛ فإذا أظلت أيام الحج المباركات نظرت إلى البلاد فرأيت أسواقا ماجت، ومتاجر راجت، ومطايا من مرابضها اهتاجت؛ ورأيت الحجاز مهتز المناكب، يموج المواكب؛ مفتر المباسم، في وجوه المواسم؛ أخلفه الغيث
3
فمطر الذهب، ويبس الزرع فطعم الرطب؛ أزواد
4
تعد، ورحال تشد، وشرع تمد، وحاجات تنشأ وتستجد؛ وأمم أتوا من نواحي البلاد يضعون التحف المجلوبة، ويأخذون الأجر والمثوبة.
فيا أيها المعتزم حج البيت، المشمر لأداء الفريضة: لقد أطعت، فهل استطعت؟ وأجبت فهل تأهبت؟ وهل علمت أن الإسلام شرعة السماحة، وأن رب البيت واسع الساحة؟ يعفي المريض حتى يعافى، ويقيل المعدم حتى يجد، ولا يؤاخذ أخا الدين حتى يقضي دينه، ولا ينكر على الخائف القرار
Page inconnue