270

Astrology and Astrologers and Their Ruling in Islam

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

Maison d'édition

أضواء السلف،الرياض

Édition

الطبعة الثانية

Année de publication

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

فيقول: الشمس تكسف١ غدًا، والرجل يقدم غدًا، وما أشبه ذلك، فقال: أرى أن يزجر عن ذلك، فإن لم يفعل أدب في ذلك) ٢.
وقال ابن رشد الجد أيضًا: (وإن كان مؤمنًا بالله ﷿، مقرًاّ بأن النجوم واختلافها في الطلوع والغروب لا تأثير لها في شيء مما يحدث في العالم، وأن الله هو الفاعل لذلك كله، إلا أنه جعلها أدلة على ما يفعله، فهذا يزجر عن اعتقاده ويؤدب عليه أبدًا حتى يكف عنه، ويرجع عن اعتقاده، ويتوب عنه، لأن ذلك بدعة يجرح بها وتسقط إمامته وشهادته) ٣.
وقال القرافي ﵀: (إن اعتقد أن الله هو الفاعل عندها زجر عن هذا الاعتقاد الكاذب، لأنه بدعة تسقط العدالة) ٤.
وقال ابن حجر العسقلاني ﵀: (ولم يتعين الكفر في حق من قال ذلك، وإنما يكفر من نسب الاختراع إليها، وأما من جعلها علامة على حدوث أمر في الأرض فلا) ٥.
قلت: والمتتبع لكتب هؤلاء المنجمين وأحوالهم يرى أنهم يعتدون على ما استأثر الله بعلمه، حتى علم الساعة جعلوا لأنفسهم نصيبًا منه، وغالب أحكامهم تدور على ادعاء ما يكسبه الإنسان في مستقبل أيامه، وعلى جعل الأمور الغيبية تحت تصرفه وحكمه، يطلع عليها متى شاء

١ سيأتي بيان هذه المسألة في مبحث توقع حادثتي الكسوف والخسوف.
٢ "البيان والتحصيل": (١٧/٤٠٤) .
٣ المرجع السابق: (١٧/٤٠٧) .
٤ "الفروق": (٤/٢٥٩) .
٥ "فتح الباري": (٦/٢٩٥) .

1 / 291