إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
Maison d'édition
مؤسسة الرسالة
Numéro d'édition
الطبعة الثالثة
Année de publication
١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م
Genres
العظيم، سوى براءة والأنفال فإنها لم تأتِ بينهما؛ وقد أجاب أهل العلم عن ذلك، والله أعلم أنهما سورة واحدة، لأنهما في موضوع القتال، فهما في موضوع واحد وكأنهما سورة واحدة، أما في بقية السور فإنها تأتي في أول ومطلع كل سورة.
ومعناها- كما قرر أهل العلم-: " ﴿بِسْمِ اللهِ﴾ " الجار والمجرور متعلق بمحذوف يجب أن يكون مؤخَّرًا، تقديره: أستعين، بـ " ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ "، أو أبتدئ بـ " ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ " كتابي ومؤلَّفي، أو ابتدئ كلامي بـ " ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ "، فالجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخر.
و" ﴿اللهِ﴾ الله" عَلَمٌ على الذات المقدّسة، وهو لا يُسمّى به غير الرّب ﷾، لا أحد تسمّى بهذا الاسم أبدًا، حتى الجبابرة، حتى الطواغيت والكفرة، ما أحد منهم سمّى نفسه " ﴿اللهِ﴾ " أبدًا، فرعون قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ ما قال: أنا الله، مع كفره لم يجرؤ أن يسمّي نفسه هذا الاسم" ﴿اللهِ﴾ "، وإنما هذا خاص بالله ﷾.
و"الله" معناه: ذو الألوهية، والألوهية معناها: العبادة، يقال: أَلَهَ يألَهُ: بمعنى: عبَد يعبُد، فالألوهية معناها: العبادة، فـ" ﴿اللهِ﴾ معناه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، كما جاء في الأثر عن ابن عباس ﵁.
و" ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ " اسمان لله ﷿ يتضمنان الرحمة، والرحمة صِفة لله ﷿، وكل اسم لله فإنه يتضمن صِفة من صفاته ﷾.
و" ﴿الرَّحْمَنِ﴾ ": رحمة عامة لجميع المخلوقات.
و" ﴿الرَّحِيمِ﴾ ": رحمة خاصة بالمؤمنين، كما قال- تعالى-: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ .
فـ " ﴿الرَّحْمَنِ﴾ ": رحمة عامة لجميع المخلوقات، حتى الكفار والبهائم والدواب إنما تعيش برحمة الله، وسخّر الله بعضها لبعض من رحمته ﷾، فهي رحمة عامة لجميع الخلق، بها يتراحمون، حتى إن البهيمة ترفع رجلها عن ولدها رحمة به.
وأما " ﴿الرَّحِيمِ﴾ " فإنه رحمة خاصة بالمؤمنين ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ .
والرحمة: صِفة من صفات الله ﷿ تليق بجلاله- سبحانه- ليست كرحمة
1 / 18