Noms des califes et des gouverneurs et mention de leurs durées

Ibn Hazm d. 456 AH
23

Noms des califes et des gouverneurs et mention de leurs durées

أسماء الخلفاء والولاة وذكر مددهم

Chercheur

د . إحسان عباس

Maison d'édition

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1987 م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

1 - لما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الناس عليه أفذاذا دون إمام ، وتولى أمور المسلمين خليفته أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، واسمه : عبد الله ، فولي الخلافة سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام . وتوفي ، رضي الله عنه ، وله ثلاث وستون سنة . وكان أبوه وأمه مسلمين ، وأمه هي أم الخير [ سلمى ] بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة . وهو الذي حارب أهل الردة ، وقتل مسيلمة وأغزى الجيوش إلى الشام لقتال الروم وإلى العراق لقتال الفرس . وقبره مع قبر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في بيت عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، وهو الآن داخل المسجد . 2 - ثم استخلف أبو بكر عمر بن الخطاب أبا حفص فولي عشر سنين وستة أشهر وخمسة عشر يوما . ثم قتل ، رضي الله عنه ، غيلة وهو في صلاة الصبح ، طعنه أبو لؤلؤة ، مجوسي فارسي ، غلام المغيرة بن شعبة . عاش ثلاثة أيام ومات ، رضي الله عنه ، وقبره مع قبر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وقبر أبي بكر . وفي أيام عمر فتحت الشام كلها ، وجميع أعمال مصر ، وأعمال السواد ، وبعض فارس وأصبهان والري والأهواز والجزيرة وأذربيجان وديار مضر وديار ربيعة . وبنيت البصرة والكوفة والفسطاط قاعدة أرض مصر . 3 - ثم ولي الخلافة عثمان أبو عمرو بن عفان ، اثنتي عشرة سنة ثم قتل صبرا ، رضي الله عنه . وفي أيامه فتحت اصطخر من فارس وكرمان وسجستان وخراسان - ما دون النهر منها - وأرمينية وغرب أفريقية ، وقبره ، رضي الله عنه ، في طرف البقيع . 4 - ثم ولي الخلافة أبو الحسن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، فاضطربت عليه الأمور ، ولم يبايعه جمهور الصحابة ، رضي الله عنهم ، وخالف عليه معاوية بالشام وكانت وقعة الجمل بالبصرة ، قتل فيها طلحة والزبير ، رضي الله عن جميعهم ، وكانا مع عائشة رضي الله عنها . وكانت وقعة صفين بالشام ، وقتل الخوارج بالنهروان ، وافترقت كلمة الإسلام ، وافترقت الطائفة القائمة على عثمان ، رضي الله عنه ، فرقتين : خوارج وشيعة غالية وغير غالية ، وكل لا خير فيه . وكانت ولاية علي بالكوفة خمس سنين غير ثلاثة أشهر . وقتل ، رضي الله عنه ، غيلة وهو داخل المسجد لصلاة الصبح ، ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي - من الخوارج - ضربة مات منها بعد ثلاثة أيام . وقبره بالغري عند الكوفة . 5 - ثم ولي الخلافة ابنه أبو محمد الحسن بن علي ، أمه فاطمة بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فولي ستة أشهر ثم انحل عن الخلافة طوعا وسلم الأمر إلى معاوية . وقبر الحسن ، رضي الله عنه ، بالبقيع بالمدينة ، وله تسع وأربعون سنة . 6 - فولي الخلافة أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان ، وأجمع عليه جميع المسلمين . وكان كاتبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الوحي وغير ذلك . فأقام خليفة عشرين سنة غير أربعة أشهر . ومات ، رضي الله ، وله خمس وسبعون سنة . وفي أيامه فتحت افريقية كلها ، وسكنها المسلمون ، وبنيت القيروان ، ونزل ابنه يزيد بالجيش على القسطنطينية ، فحاصرها مدة ، ومات هنالك أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري ، رضي الله عنه - صاحب رحل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ودفن هناك . وقبر معاوية بدمشق . 7 - ثم ولي ابنه أبو خالد يزيد بن معاوية ثلاث سنين وثلاثة أشهر . واضطربت الأمور ، ونهض الحسين بن علي ، رضي الله عنهما ، إلى الكوفة ، وقتل هنالك . وخالفه أهل المدينة ، وكانت وقعة الحرة التي قتل فيها خيار الناس . وحاصر عبد الله بن الزبير ، رضي الله عنه ، بمكة ، ثم مات ( 1 ) . 8 - وولي الخلافة أبو بكر عبد الله بن الزبير بمكة تسعة أعوام وثلاثة أشهر . وقام عليه بالأردن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس فغلب على الشام ومصر . ثم مات مروان وقام مقامه ابنه عبد الملك ، ووجه الحجاج لحصار ابن الزبير بمكة . فحاصره مدة . ثم قتل ابن الزبير ، رضي الله عنه ، داخل المسجد الحرام مقبلا غير مدبر ، وله ثلاث وسبعون سنة . 9 - فولي أبو الوليد عبد الملك بن مروان ، فاجتمع عليه المسلمون ، فولي ثلاث عشرة سنة . ثم مات ، وله ثنتان وخمسون سنة ، وقبره بدمشق . وفي أيامه زاد التفرق ، وظهر الإرجاء ، وإنكار القدر . 10 - فولي مكانه أبو العباس الوليد بن عبد الملك . ففي أيامه فتحت السند والأندلس وما وراء النهر من خراسان وكانت ولايته تسع سنين وسبعة أشهر . وكان سكناه دمشق . 11 - ثم ولي الخلافة أخوه أبو أيوب سليمان بن عبد الملك ، فأغزى أخاه مسلمة بن عبد الملك إلى القسطنطينية ، فحاصرها حتى أشرف على أخذها . ومات سليمان ، رحمه الله ، وكانت ولايته عامين وتسعة أشهر وخمسة أيام . وكان سكناه بالرملة قرب بيت المقدس . 12 - فولي بعده ابن عمه أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان ، رضي الله عنه ، وكان غاية في العدل والخير . وكانت ولايته عامين وخمسة أيام . وكان سكناه بخناصرة من أرض حمص . وهنالك قبره معروف . 13 - ثم ولي بعده أبو خالد يزيد بن عبد الملك أربعة أعوام وشهرا ، وكان مائلا إلى اللذات . وكان سكناه بالبخراء من أرض حمص . 14 - ثم ولي بعده أخوه أبو الوليد هشام بن عبد الملك تسعة عشر عاما وعشرة أشهر غير أيام . وكان سكناه بالرصافة بقرب الرقة . 15 - ثم ولي بعده ابن أخيه أبو العباس الوليد بن يزيد وكان خليعا ماجنا . ثم قتل بعد سنة وشهرين . وكان سكناه حيث سكن أبوه . 16 - ثم ولي بعده ابن عمه أبو خالد يزيد بن الوليد ، وهو القائم على الوليد المذكور . وكان يزيد غاية في الزهد والعدل . فولي ستة أشهر ومات بدمشق . 17 - فولي بعده أخوه أبو إسحاق إبراهيم بن الوليد الخليع . 18 - وولي أبو عبد الملك مروان بن محمد بن مروان بن الحكم ، فكانت ولايته خمس سنين وشهرا واحدا . واضطربت عليه الأمور من أول ولايته حتى قام عليه أبو مسلم الخراساني بدعوة بني العباس فقتل مروان ببوصير من أرض مصر ، مقبلا غير مدبر وسيفه بيده يضارب به حتى سقط . 19 - وولي أبو العباس وهو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب فكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر واياما ، وكان سكناه بالأنبار . وفي أيامه تفرقت الجماعة . فخرج عن طاعته من ما بين تاهرت وطبنة إلى بلاد السودان وجميع الأندلس . وتغلبت على هذه البلاد طوائف من خوارج وجماعية ، وضعفت دولة العرب وأجنادها . 20 - فولي بعده أخوه أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد عشرين سنة كاملة ( 1 ) . وهو بنى بغداد ، ومات محرما بالحج بمكة ودفن ببئر ميمون . 21 - فولي بعده ابنه : أبو عبد الله المهدي محمد بن أبي جعفر عشر سنين وأشهرا ، وكان مقامه بعيساباذ من عمل السواد . 22 - فولي بعده ابنه أبو محمد موسى الهادي سنة واحدة وشهرين ، وكان مقامه بموساباذ من عمل السواد . 23 - فولي بعده أخوه أبو جعفر هارون الرشيد ثلاثا وعشرين سنة وشهرا ، وهو آخر خليفة حج بالناس في خلافته . وكان مقامه بالحيرة وبغداد ( 2 ) . وقبره بطوس من خراسان . 24 - وولي بعده ابنه أبو عبد الله الأمين أربع سنين وأشهرا إلى أن قتل ببغداد . 25 - وولي بعده أخوه أبو العباس عبد الله المأمون ، وهو بخراسان ، ثم رحل إلى بغداد . وكانت ولايته عشرين سنة وأشهرا . ومات بأرض الروم ، وقبره بطرسوس . 26 - ثم ولي بعده أخوه أبو إسحاق محمد المعتصم بالله ثمانية أعوام وثمانية أشهر وثمانية أيام . وهو قتل بابك الخرمي القائم بملة المجوس بطبرستان ، وهو آخر خليفة غزا دار الحرب بنفسه . وكان سكناه ' سر من رأى ' . وهو أول من تجند بالعبيد ، وضعف أجناد الأحرار . 27 - ثم ولي ابنه أبو جعفر هارون الواثق بالله خمس سنين وثمانية أشهر . 28 - ثم ولي بعده أخوه أبو الفضل جعفر المتوكل على الله خمسة عشر عاما غير شهرين ، إلى أن قتله عبيد أبيه الأتراك بأمر ابنه المنتصر . 29 - ثم ولي ابنه أبو عبد الله محمد المنتصر قاتل أبيه ، فكانت ولايته ستة أشهر . 30 - ثم ولي بعده ابن عمه لحا أبو العباس المستعين بالله أحمد بن محمد المعتصم أربع سنين غير ثلاثة أشهر . ثم خلع ثم قتل . وهؤلاء كلهم حجوا قبل الخلافة . 31 - ثم ولي ابن عمه أبو عبد الله المعتز بالله محمد بن المتوكل أربع سنين غير خمسة أشهر ثم خلع وقتل ، ولم يحج قط . 32 - ثم ولي ابن عمه أبو عبد الله المهتدي بالله بن الواثق . وكان ناسكا فاضلا ، فكانت مدته ، رحمة الله عليه ، إلى أن خلع وقتل : أحد عشر شهرا . وحج قبل الخلافة . 33 - ثم ولي ابن عمه أبو العباس المعتمد على الله أحمد بن المتوكل ثلاثا وعشرين سنة . وكان ناقصا متخلفا متغلبا عليه . وكان مع ذلك فصيحا خطيبا . ثم مات ولم يكن له مستقر ، كان أخوه أبو أحمد الموفق ينقله من موضع إلى موضع . وحج قبل الخلافة . 34 - ثم ولي ابن أخيه أبو العباس المعتضد بالله أحمد بن أبي أحمد الموفق طلحة بن المتوكل عشر سنين غير شهرين . وفي أيامه ظهرت القرامطة ودعوة الباطنية في بلاد الإسلام واستولوا على البحرين وبعض اليمن . ولم يحج قط ، ولا غزا دار الحرب ، لا هو ولا من كان بعده ، ورجع إلى بغداد وعطل سر من رأى . 35 - وولي بعده ابنه أبو محمد علي المكتفي بالله خمس سنين وسبعة أشهر . 36 - ثم ولي أخوه أبو الفضل جعفر المقتدر بالله . وفي أيامه غلب الباطنية ، لعنهم الله ، على افريقية ، وأخذ القرامطة ، لعنهم الله ، مكة ، وقلعوا الحجر الأسود وحملوه إلى الإحساء ، وأقام عندهم اثنين وعشرين عاما كاملة ، ثم ردوه بقوة الله عز وجل ، فابتدأت دولة الخلافة والإسلام تضعف ، وإنا لله وإنا إليه راجعون . وكل من كان قبله من الخلفاء : صلوا بالناس ، إلا هو فلم يصل بالناس قط . وكان ملازما للنساء واللذات ، مهملا للأمور إلى أن قتل . وكانت مدة ولايته خمسا وعشرين سنة غير عشرين يوما . 37 - ثم ولي أخوه أبو منصور محمد القاهر بن المعتضد سنة واحدة وستة أشهر . ثم خلع وسملت عيناه ، وبقي كذلك نحو ستة عشر عاما إلى أن مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة . ولم يصل بالناس قط . 38 - وولي - حين خلعه - ابن أخته أبو العباس الراضي بالله محمد بن المقتدر سبع سنين غير أيام . وصلى بالناس مرتين فقط ، ولم يصل بالناس خليفة بعده . وفي أيامه بطل حد الخلافة كله ، وتغلب عليه وعلى كل من ولي بعده - وإنا لله وإنا إليه راجعون - ومات على فراشه . 39 - وولي بعد أخوه أبو إسحق إبراهيم المتقي لله بن المقتدر أربع سنين غير شهر . وكان متكرما متصاونا عما لا يحل . ثم خلع وسملت عيناه وعاش كذلك نحوا من أربع عشرة سنة إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة . 40 - وولي مكانه إذ خلع ابن عمه أبو القاسم عبد الله المستكفي بن المكتفي سنة واحدة وخمسة أشهر . ثم خلع وسملت عيناه ، وبقي كذلك نحو خمسة أعوام إلى أن مات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة . 41 - وولي مكانه إذ خلع ابن عمه أبو القاسم الفضل المطيع بن المقتدر ، فاتصلت ولايته ثلاثين سنة متغلبا عليه ، ولا ينفذ له أمر إلى أن خلع نفسه طائعا مختارا لذلك وهو عليل مثبت العلة ، لابنه أبي بكر عبد الكريم الطائع لله . ومات على فراشه بعد أربعين يوما من ولاية ابنه . وفي أيام المطيع غلبت الباطنية على مصر والشام ومكة والمدينة ، وإنا لله وإنا إليه راجعون . وظهر الرفض ودين الغالية في أعمال فارس والري وما والاها . 42 - وولي إذ خلع نفسه ابنه أبو بكر عبد الكريم الطائع لله ، فدامت ولايته ست عشرة سنة . ثم خلع وسملت عيناه وعاش كذلك عشرين سنة إلى أن مات سنة أربعمائة . 43 - وولي إذ خلع ابن عمه أبو العباس أحمد القادر بالله بن إسحاق بن المقتدر ، فاتصلت ولايته ثلاثا وأربعين سنة ، لم يعش هذه المدة خليفة في الإسلام غيره . وكانت سنوه إذ مات ثلاثا وتسعين سنة ، مائة غير سبع سنين . 44 - ثم ولي بعده ابنه أبو جعفر القائم بالله ، وهو الخليفة الآن ( 1 ) ، وهو مغلوب عليه لا يظهر ولا ينفذ له أمر إلا في بعض الأحوال في ولاية القضاة واصحاب الصلاة فقط ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ( 2 ) . ونسأل الله أن يعطف على المسلمين بجمع الكلمة ، وخلافة حق يظهر تعالى بها ما دثر من حكم الكتاب والسنة ، ويعلي بها النصر على الكفار ، آمين يا رب العالمين . تم الكتاب المحلى [ كذا ] والحمد لله كثيرا ، وصلى الله على سيدنا محمد عبده ورسوله وسلم تسليما كثيرا .

Page 167