للشافعي١ ثم تحنبل فحفظ مختصر الخرقي في دون أربعة أشهر، وذلك قبل موته بخمس سنين وأتقن العربية ففاق الأقران بل الشيوخ، وحدث عن ابن جماعة بالشاطبية٢.
ثم تخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم. اشتهر في حياته وأقبل الناس عليه، وكان كثير المخالفة لأبي حيان، شديد الانحراف عنه ﵀ وتصدر الشيخ جمال الدين لنفع الطالبين وانفرد بالفوائد الغريبة، والمباحث الدقيقة، والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البالغ، والاطلاع المفرط، والاقتدار على التصرف في الكلام، والملكة التي كان يتمكن بها من التعبير عن مقصوده بما يزيد مسهبا أو موجزا، مع التواضع والشفقة ودماثة الخلق ورقة القلب.٣
توفي ليلة الجمعة خامس ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبعمائة٤ ١٨سبتمبر ١٣٦ م٥. ودفن بعد صلاة الجمعة بمقابر الصوفية خارج باب النصر من القاهرة. . . ومات عن بضع وخمسين سنة٦.
ويقول عنه ابن خلدون: «إن ابن هشام على علم جم يشهد بعلو قدره في صناعة النحو، وكان ينحو في طريقته منحاة أهل الموصل الذين اقتفوا أثر ابن جني واتبعوا مصطلح تعليمه فأتى من ذلك بشيء عجيب، دال على قوة ملكته واطلاعه» ٧.
_________
١ لعله تفقه للشافعي من باب العلم ولكنه لم يعتنق مذهبه.
٢ الدرر الكامنة جـ ٢ ص ٤١٥.
٣ الدرر الكامنة جـ ٢ ص ٤١٥،٤١٦.
٤ الدرر الكامنة جـ ٢ ص ٤١٧.
٥ الأعلام جـ ٥ ص ٢٩١ ودائرة المعارف الإسلامية جـ ١ ص ٢٩٥.
٦ النجوم الزاهرة جـ ١٠ ص ٣٣٦.
٧ دائرة المعارف الإسلامية جـ ١ ص ٢٩٦.
1 / 7