Les choses que j'ai laissées derrière moi : Sélection de nouvelles de John Ravenscroft
الأشياء التي تركتها وراءك: مختارات قصصية لجون ريفنسكروفت
Genres
ارتجفت رأسه لأعلى. لقد عادت، النور في عينيها مرتعش وغير واثق مثل لهب شمعة في نسمة ليل، لكنه كان هناك رغم هذا. ركزت بصرها عليه، طوحت يدها لأسفل وأراحتها من جديد فوق ذراعه. - «الصورة يا توم، أريد صورتهم.» - «أي صورة يا طفلتي المدللة؟ أي صورة تقصدين؟»
نتشت كم قميصه وهزته، كما كانت تفعل أحيانا في الأيام القديمة حين كان يبدو غبيا وغير متجاوب على وجه التحديد. - «أنت تعلم! صورتهم وهم يرقصون! يرقصون من أجل جيني المسكينة!»
عرفها، عرف الصورة فورا. - «إنها في الطابق الأعلى يا طفلتي. في أحد ألبوماتك.» لم يجل بخاطره أن عليه أن يتركها. - «هل تريدينني أن أحضرها لك؟» - «نعم. الصورة.»
انتصب مترددا على غير إرادته. - «فقط ابقي كما أنت الآن، سأعود حالا.»
كانت أمتعتها محزمة، مثل عتاب صامت أنيق، ينتظر جوار الباب الأمامي. يحاول ألا ينظر إليها، بدلا من ذلك راح يحدق في الساعة المثبتة على الحائط في قاعدة السلم: 4:10 بعد الظهر. موعد «ديفيد» في الخامسة تماما. خمسون دقيقة إذن هي كل ما تبقى. دع أو خذ الأمر.
ترك باب غرفة المعيشة مفتوحا كي يتمكن من رؤية «جيني». أما هي فقد التفتت بجسدها كي تنظر إليه، صانعة بيديها تلويحات تستحثه، بنفاد صبر، على المضي. ابتسم لها، وبدأ رحلة الصعود الطويلة إلى غرفة نومهما، مفاصله تصطك مع كل خطوة.
سوف يأتي «ديفيد» في موعده بالطبع. اعتاد أن يكون دقيقا في مواعيده، حتى حين كان صبيا. لم يكن هناك داع للقلق من أن يفوته باص المدرسة، وحين كان أكبر سنا، لم يخلف وعده إذا قال إنه سيهتم بالحديقة أو سيأخذهما للخروج في نزهة. طبيعته المتزنة والعملية أفادته كثيرا. كانا دائما فخورين بأسلوب تناوله لأعماله وجعلها تسير في طريقها، حتى في أوقات الركود. وكان ديفيد على حق بالطبع. دار «شجرة الأرز» للمسنين كانت الحل العملي الوحيد. جادل «توم» ضد ذلك طويلا وبصوت عال، لكن «ديفيد» كان مصرا على رأيه. - «أبي، أنت نفسك لست على ما يرام، وأمي سوف تتدهور حالها، لن تتحسن أبدا. إنه الخيار الأصوب بلا شك. بوسعك زيارتها كلما أحببت. ولا داعي للقلق بشأن الرسوم. سوف أدبر الأمر كله.»
لقد صمد. صمد وقاوم لأسابيع. إلى أن كانت الليلة التي صحا فيها على صوت الأجراس ليجد نفسه وحيدا في الفراش. لن ينسى مطلقا تلك القفزة المسعورة صوب الباب الأمامي (مفصل فخذه ظل يصرخ بسببها فيما بعد). مشهد «جيني» وهي تمشي في الحديقة لا ترتدي سوى معطف السيد «داوسون»، والعلامات الدامية التي تركتها قدماها على أرضية المدخل، ومشهد ارتجاف جسدها في البرد، كان قلبه على وشك الانخلاع. «ديفيد» على حق. إنه الحل العملي والأنسب فعله.
رغم ذلك، حين وصل «توم» إلى أعلى درجات الدرج وراح يترنح صوب غرفة النوم، وجد نفسه يتمنى للمرة الأولى في حياته أن يتأخر ابنه عن موعده.
ألبومات الصور، «جيني» ملأت العشرات منها خلال السنوات، كانت مكدسة فوق الرف أسفل النافذة. جميعها مؤرخة بخطها الأنيق والمنتظم الذي كان لديها دوما. لم يأخذ «توم» الكثير من الوقت ليجد الألبوم الذي يريد. فتحه وبدأ يقلب صفحاته. الصورة التي أرادتها «جيني» كانت في منتصف الألبوم تقريبا. سحبها من غلافها البلاستيكي وأخذ طريق العودة للأسفل. كانت الرابعة وخمس عشرة دقيقة.
Page inconnue