Les boissons et les discussions sur leurs différences

Ibn Qutaybah d. 276 AH
67

Les boissons et les discussions sur leurs différences

الأشربة و ذكر اختلاف الناس فيها

Chercheur

د حسام البهنساوي، أستاذ علم اللغة المساعد جامعة القاهرة - كلية الدراسات العربية والإسلامية بالفيوم

Maison d'édition

مكتبة زهراء الشرق

Lieu d'édition

القاهرة

الشَّرَابِ وَأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يُقَالُ لِمَنْ أَصَابَهُ مِثْلُهُ فِي النَّبِيذِ فَيُقَالُ بِهِ خُمَارٌ وَلَا يُقَالُ بِهِ نُبَاذٌ فإنَّ الْخُمَارَ اسْمٌ قديم وكانت الجاهلية تعرف وَتَلْفِظُ بِهِ مِنَ الْخَمْرِ وَالنَّبِيذُ مُحْدَثٌ إِسْلَامِيٌّ لَمْ تَكُنِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَعْرِفُهُ وَكَانَ شَرَبَةُ النَّبِيذِ مِنَ السَّلَفِ لَا يَبْلُغُونَ السكر ولا يقاربهم فَيُصِيبُهُمْ عَلَيْهِ مَا كَانَ يُصِيبُ شَرَبَةَ الْخَمْرِ مِنَ الْخُمَارِ وَإِنَّمَا كَانُوا يَنَالُونَ مِنْهُ الْيَسِيرَ عَلَى الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ ثُمَّ خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلَفٌ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَلَمْ يَتَهَيَّبُوا مِنَ الْمُسْكِرِ السُّكْرَ فَقِيلَ بِهِمْ خُمَارٌ عَلَى مَا سَبَقَ مِنَ الِاسْمِ الْمُتَقَدِّمِ وَلَوْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى حِينَ أَحَلَّ النَّبِيذَ أَحَلَّ مِنْهُ السُّكْرَ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْخُمَارُ وَكَانَ شَرَبَةُ النَّبِيذِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ سَكِرُوا فَأَصَابَهُمْ ذلك للزمنا أنَّ يقال نباذا وَلَا يُقَالُ فَيَجِبُ مَا ذَهَبُوا إليه. وقد فَرَّقَتِ الشُّعَرَاءُ بَيْنَ النَّبِيذِ وَالْخَمْرِ قال الْأُقَيْشِرُ وَكَانَ مُغْرَمًا بِالشَّرَابِ: وَصَهْبَاءَ جُرْجَانِيَّةٍ لَمْ يَطُفْ بِهَا ... حَنِيفٌ وَلَمْ تَنْغَرْ بِهَا سَاعَةً قِدْرُ أتاني بها يحي وقد نمت نومة ... وقد غادرت الشِّعْرَى وَقَدْ خَفَقَ النَّسْرُ فَقُلْتُ اصْطَبِحْهَا أَوْ لِغَيْرِي فَاهْدِهَا ... فَمَا أنا بعد السيب ويبك والخمر

1 / 183