Les meilleures voies pour comprendre les caractéristiques

Ibn Hajar Haytami d. 974 AH
106

Les meilleures voies pour comprendre les caractéristiques

أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل

Chercheur

أحمد بن فريد المزيدي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

موهب، فقال: عن أم سلمة). ــ بالصفرة» (١) فهذا دليل مذهبنا، أن الخضاب بغير السواد سنة، ويوافقه خبر أبى داود: مرّ رجل على النبى ﷺ قد خضب بالحناء فقال: «هذا أحسن» فمر آخر خضب بالحناء والكتم، فقال: «هذا أحسن» فمر آخر خضب بالصفرة، فقال: «هذا أحسن من هذا كله» (٢)، وما فى الصحيحين: أنه لما جىء بأبى قحافة يوم الفتح للنبى ﷺ، ورأسه، ولحيته كالثغامة بياضا، فقال النبى ﷺ: «غيروا هذا بشىء، واجتنبوا السواد» (٣) قول القاضى عياض منع الأكثرون الخضاب مطلقا، وهو مذهب مالك لما روى من النهى عن تغيير الشيب، ولأنه ﷺ لم يغير شيبه، فأجاب عنه النووى: بأن ما مرّ عن ابن عمر وغيره، لا يمكن تركه ولا تأويله، قال فالمختار: أنه ﷺ صبغ فى وقت، وتركه فى معظم الأوقات، فأخبر كلّ ما رأى، وهو صادق، وهذا التأويل كالمتعين للجمع به بين الأحاديث، ومذهبنا: ندب خضب الرجل والمرأة بنحو حمرة، أو صفرة، وتحرم عليها خضابه بالسواد، إلا الرجل لحاجة الجهاد، وقيل: يكره (٤). (موهب) بفتح الهاء، قيل: وكسرها ورد بأنه سهو.

(١) رواه البخارى فى اللباس (٥٨٥١)، ورواه مسلم فى الحج (١١٨٧)، وأبو داود (١٧٧٢)، ومالك فى الموطأ (١/ ٣٣٣)، (٣١)، وأحمد فى المسند (٢/ ٩١). (٢) رواه أبو داود فى الترجل (٤٢١٠)، وابن سعد فى الطبقات (١/ ٣٤٠). (٣) رواه مسلم فى اللباس (٢١٠٢)، وأبو داود فى الترجل (٤٢٠٤)، والنسائى فى الزينة (٨/ ١٣٨)، وكذلك فى الكبرى (٩٣٤٧)، وأحمد فى المسند (٢/ ٤٩٩)، (٣/ ٣٣٨)، والبيهقى فى السنن (٧/ ٣١٠)، من حديث جابر رضى الله عنهما. (٤) قال الإمام النووى: ومذهبنا-أى السادة الشافعية-استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة ويحرم خضابه بالسواد على الأصح، وقيل: يكره كراهة تنزيه والمختار التحريم لقوله ﷺ: «اجتنبوا السواد» هذا مذهبنا، وقال القاضى عياض: اختلف السلف من الصحابة والتابعين فى الخضاب وفى جنسه فقال بعضهم: ترك الخضاب أفضل، ورووا حديثا عن النبى ﷺ فى النهى عن تغيير الشيب لأنه ﷺ لم يغير شيبه، روى هذا عن عمر، وعلى، وأبى وآخرين رضى الله عنهم، وقال آخرون: الخضاب أفضل، وخضب جماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم للأحاديث التى ذكرها مسلم وغيره، ثم اختلف هؤلاء فكان أكثرهم يخضب بالصفرة منهم: ابن عمر وأبو هريرة وآخرون، وروى ذلك عن علىّ وخضب جماعة منهم بالحناء والكتم، وبعضهم بالزعفران، وخضب جماعة بالسواد، روى ذلك عن عثمان والحسن والحسين ابنى على، وعقبة بن عامر وابن سيرين وأبى بردة وآخرين، قال القاضى: =

1 / 111