Les plus célèbres discours et les orateurs les plus célèbres
أشهر الخطب ومشاهير الخطباء
Genres
إلا أن ملائكة الظفر وملائكة الاستشهاد أخوة وإنما ينظر الأولون إلى الأرض ويتطلع الآخرون نحو السماء، وعندما يحين الحين وتتلاقى نظراتهما بين الأرض والسماء يزدان هذا العالم بحياة جديدة إذ ينهض شعب من مهد القبور ...
أحبوا أيها الشبان المثل الأعلى، أحبوه وأكرموه، فإن المثل الأعلى هو كلمة الله، ففوق جميع الأقطار بل فوق الإنسانية يوجد الوطن الروحي؛ مدينة النفس، حيث يؤمن الجميع بحرمة الفكر وكرامة النفس الخالدة وهم بهذا الإيمان إخوان، وسبيل هذا الإخاء هو الاستشهاد، ومن هذا المستوى الأعلى تصدر المبادئ التي يكون بها فداء الأمم. فانهضوا لأجل هذا المثل الأعلى ولا تجعلوا سبب نهضتكم نفاد صبركم أو آلامكم أو خوفكم من المكاره، واذكروا أن الغضب والكبرياء والطمع وشهوة الثراء عدة الغالب والمغلوب على السواء، وأنتم لو هزمتم عدوكم بهذه العدة اليوم فإنكم مهزومون بها في الغد وإنما ميزتكم في المبادئ إذ ليس لعدوكم سلاح يفلها، وعليكم أن تعودوا إلى حماستكم الأولى وإلى أحلام نفوسكم العذراء ورؤيا شبابكم الأول إذ فيها روائح الجنة التي تبقى في النفس من لدن نفخها الله فيها، واحترموا فوق كل شيء ضميركم ولا تنطقوا إلا بالحق الذي زرعه الله في قلوبكم وارفعوا العلم الذي يعلن إيمانكم عندما تشتغلون مع غيركم لتحرير أرض الوطن.
إن ما أقوله لكم هو ما كان يقوله لكم شهداء كوسنتسا لو كانوا للآن أحياء بينكم. والآن أشعر كأن هاتفا من أرواحهم قد استجاب إلى حبنا فهي الآن تطيف بنا فأدعوكم إلى ضم هذه الأرواح إليكم كنزا تدخرونه في وسط هذه العواصف التي تهددكم والتي سنتغلب عليها بقوة أسمائهم التي تلفظ بها شفاهنا وإيمانهم الذي يعمر قلوبنا.
كان الله معكم ولتنزل بركاته على إيطاليا. (16) خطبة لبت
كان وليم بت (1759-1806) خطيبا وابن خطيب نزع به العرق الدساس إلى احتراف حرفة والده لورد تشاتام فصار زعيما سياسيا كبيرا وخطيبا مصقعا، وكانت مهمته التي أرصد لها حياته ووقف عليها مجهوداته مكافحة نابليون، فقد ألب على هذا الجبار الفرنسي دول أوروبا وهيأ له الجيوش والأساطيل، ولا يعلم ماذا كان يكون مصير العالم لو لم يخضد بت شوكة نابليون في بدايتها.
وقد ألقى هذه الخطبة عن «الخطر الفرنسي» بمناسبة الشطط الذي تناهت إليه الثورة الفرنسية وانتصارات نابليون الحربية. وكان البرلمان الإنجليزي قد تهيأ لمنح روسيا إعانة لكي تخلص أوروبا من فرنسا، قال أمام أعضاء البرلمان الإنجليزي:
إن لنا من عزة النفس والولاء السامي وسجاحة الخلق وشرف الروح ما يعمر قلوبنا ويملأ نفوسنا بهجة فنمتاز بذلك على سائر الأمم ونجد في هذه الصفات ضمانا يؤمن بلادنا ويجعلها في حرز من غزو المعتدين. أما بخصوص هذا الشيء الذي يقلق بال بعض الأعضاء - وهو تخليص أوروبا - فإني لن أسهب في ذكر تفاصيله، فلن أقول إنه يجب تخليص أوروبا مما تعانيه الآن أو مما تنتظر وقوعه في المستقبل أو من عدوى المبادئ الكاذبة أو من هموم هذا الزمن القاتلة أو من انحلال الحكومات وموت الأديان وتهدم النظم الاجتماعية وغير ذلك مما سيلازم انتصار الجمهورية الفرنسية، إذا كانت لسوء حظ البشر ستنتصر على الرغم مما يصرف من الجهود في مكافحتها. كلا، لن أقول مم يجب تنجية أوروبا وتخليصها؛ لأنه من السهل أن يجمع الإنسان جميع الأخطار التي تتعرض لها أوروبا فيجد أنها بأجمعها عائدة إلى وجود الحكومة الفرنسية وقوتها، وإذا كان ثمة من يصرح بأن هذه الحكومة ليست جائرة فهو مخطئ أشد الخطأ وجاهل يجهل حقيقة هذه الحكومة، إن جورها هائل كريه تقبض على حياة الخاضعين لها وثروتهم فتتصرف بها وتبذلها ضحية لأطماعها وقسوتها وظلمها. إن هذه الجمهورية الفرنسية قد حيطت بسياج من الجرائم وهي إنما تحتفظ بوجودها الآن لأنه ينظر إليها بعين الخوف والرهبة فلا يقترب من حصونها الكافرة أحد إلا ويرتد فازعا.
وعلى هذا المبدأ لا أظن أن العضو الموقر يخالفني في أن تأمين بلادنا هو غاية هذا الكفاح الشرعية. وفي هذا القدر ما يكفي لجعل كلامي مفهوما. أما سؤال العضو الموقر: «هل تريد الحكومة متابعة الحرب حتى تنهزم الجمهورية الفرنسية؟ وهل نيتها ألا تعامل فرنسا ما دامت جمهورية؟» فجوابي الصريح عليه أني أقول إن آرائي تعدو حدود البلاد الفرنسية، فإني أفكر في سلوك فرنسا ومبادئها وخلقها، وأنظر في هذه الأشياء فأرى فيها خراب الأمم التي حالفت هذه الحكومة. وعلى ذلك أقول إنه ما دامت هذه الكتلة الضخمة المؤلفة من الجنون لم تتغير تغيرا كاملا، وما دام خلق هذه الحكومة باقيا كما هو، وما دمت لا أستطيع أن أقول وأنا مؤيد برأي جميع الناس إن فرنسا لم تعد تزدري حقوق الأمم الأخرى، وإنها لا تدبر التدابير لبناء إمبراطورية كبيرة، وإنها قد اهتدت إلى حكومة تحتفظ بهذه العلاقات التي بينها وبين الأمم الأخرى والتي لا يمكن أقواما متحضرين أن يعيشوا آمنين بدونها، والتي هي أيضا مصدر مجدهم وذكرهم؛ أقول إننا لا يمكننا أن نتعامل مع فرنسا ما دامت هذه الشروط غير متوافرة فيها.
والوقت الملائم للمناقشة في الصلح هو الوقت الذي يمكنكم فيه أن تثقوا بالوصول إلى صلح شريف يعيد إلى أوروبا نظامها القديم متزنا وطيدا ويعيد إلى كل دولة تدخل في المفاوضات تلك المكانة التي تضمن استقلالها كما تضمن الأمن العام في أوروبا.
هذا هو اعتقادي الذي لا أخشى الجهر به أعرضه على أذهان الطبقات المفكرة في العالم البشري، فإذا لم تكن قد سمعتهم السفسطة الفرنسية وأزاغت أبصارهم فإني واثق من أنهم سيزكونني في إصراري على خطتي. وإني أرجو رجاء حارا أن تنظر الدول المشتبكة في هذا الكفاح إلى هذا الموضوع كما نظرت إليه، وأرجو على الخصوص أن يكون هذا هو نظر إمبراطور روسيا وهو ما لا أشك فيه. وعلى ذلك أطلب من هذا المجلس أن يوافق على المشروع الذي عرضته حكومة جلالة الملك بخصوص إعانة روسيا. (17) خطبة لولبرفورس
Page inconnue