وكلامهنَّ كأنَّما مرفوعُهُ ... بحديثهنَّ إذا التقينَ سرارُ
من ههنا أخذ أبو تمام قوله:
فالمشيُ همس والنداءُ إشارة ... خوفَ انتقامك والحديثُ سرارُ
جرير:
طرقتْ نواحلَ قد أضرَّ بها السُّرى ... برِحتْ بأذرعها نتائفَ زُورا
مشق الهواجرُ لحمهنَّ مع السُّرى ... حتَّى ذهبنَ كلاكِلًا وصُدورا
حور يُربِّبُها النعيمُ وصادفتْ ... عَيشًا كحاشية الفرند غريرا
ما قاد من عرب إليَّ جوادهم ... إلاَّ تركتُ جوادهم محسورا
وإذا هززْتُ قطعتُ كلَّ ضَريبة ... ومضيتُ لا طَبِعًا ولا مبهورا
جميل:
ألا يا خليل النَّفس هل أنت قائلٌ ... لبثنة سرًّا هل إليك سبيلُ
فإن هي قالت لا سبيلَ فقل لها ... عناءٌ على العذريِّ منكِ طويلُ
أعرابي:
وربَّ مصاليط نشاط إلى الوغى ... سِراع إلى الدَّاعي كرامِ المقادمِ
أخضتُهم بحر الحِمام وخُضتُه ... رجاءَ ثوابٍ لا رجاءَ المغانمِ
فأُبْنا وقد حزنا النهابَ ولم نُرد ... سوى الموتِ غنمًا وابتناء المكارمِ
أعرابي يمدح ابنه:
تنجَّبْتُها للنسل وهي غريبة ... فجاءتْ به كالبدرِ خِرقًا مُعمَّما
فلو شتم الفتيان في الحيِّ ظالمًا ... لما وجدوا غير التَّكذُّب مَشتَما
المعمَّم عندهم السّيد يلجأون إليه في النوازل، وكذلك المعصَّب، ومثله:
منعتُ من العُهَّار أطهارَ أُمِّه ... وبعض الرِّجال المدَّعين غثاءُ
فجاءتْ به عبلَ الذِّراع كأنَّما ... عِمامتُهُ فوق الرِّجال لواءُ
" عمامته فوق الرجال لواء " معنى جيّد، وهم يصفون السيد بالطُّول، والأصل في ذلك قول عنترة:
بطلٌ كأنَّ ثيابَه في سرحةٍ ... يُحذَى نعالَ السَّبتِ ليس بتوأَمِ
أخذه أبو نواس فقال:
أشمُّ طوالُ السَّاعدَين كأنَّما ... يُناط نِجادًا سيفِه بلواءِ
وردَّه في موضع آخر فقال:
غَمَرَ الجماجِمَ والرِّجالُ قيامُ
وهذا كثير ونحن نأتي به في موضعه.
أعرابيّ:
أَلا قالت الخنساء يوم لقيتُها ... كبرتَ وما تجزع من الشَّيب مَجْزَعا
رأتْ ذا عمًى يمشي عليها وشيبةً ... تقنَّعَ منها رأسُهُ ما تقنَّعا
فقلتُ لها لا تهزئي بي فقلَّما ... يسودُ الفتَى حين يشيبَ ويصلَعَا
وللقارحُ اليَعبوبُ خَير عُلالةً ... من الجذَع المُزجَى وأبعدُ منزَعا
قوله: " وللقارحُ اليَعبوبُ " البيت، معنى جيد، يريد أن الكهول الذين لاقوا الحروب دفعة بعد أخرى أصبرُ عليها وأقدم فيها من الشَّباب، مثله:
وابنُ اللَّبونِ إذا ما لزَّ في قرَنٍ ... لم يستطع صولةَ البُزْلِ القَناعيسِ
معنى جيد يريد أن الكهول الذين قد لاقوا الحروب دفعة بعد أخرى أصبر عليها وأقدم فيها من الشباب الذين لم يتمهَّروا فيها وهم أيضًا أشحُّ على الحياة من الكحول، والكهول أيضًا يعلمون ما في الفرار من العار والقالة القبيحة فهم يقدمون خشية ذلك. ومثل هذا المعنى قول الشاعر:
لعمركُ للشبانُ أسرع غارةً ... وللشيبُ إنْ دارتْ رحى الحربِ أصبرُ
يقول: إن الشبان، لما فيهم من الجهالة، أسرعُ إلى الحرب، والمشايخ أصبر فيها وأبعدُ من الفرار عنه، وقال آخر:
يُرَى الغِرُّ عن ورد الكريهة مُحجِمًا ... إذا الكهل في ورد الكريهة أقدَما
وما يستوي الاثنان هذا مُوَقَّحٌ ... وهذا تراه في الحروبِ مُحرَّما
وقد أخذ البحتري هذا المعنى فأجاده وهذَّبه بطبعه فقال:
يُهالُ الغلام الغِرُّ حتَّى يرُدُّه ... إلى الهولِ من مكروهها الأشيبُ الكهلُ
ومثله قول جرير وجاء به مثَلًا:
وابن اللَّبونِ إذا ما لَزَّ في قرَنٍ ... لم يستطع صَولة البُزل القناعيسِ
وقال العنبريّ ووصف حربًا:
تهولُ الإفلَ إذا أُضرمتْ ... وليس تهولُ الفحولَ القُرومَا
ولهذا المعنى نظائر تأتي في مواضعها.
أعرابيّ يمدح بعض الخلفاء:
على خَشَبات الملك منه مَهابَة ... وفي الرَّوع عبل السَّاعدين فروعُ
يشقّ الوغى عن وجهه صدق نجدة ... وأبيضُ عن ماء الحديد صنيعُ
السموأل بن عاديا:
إنِّي إذا ما الأمرُ بُيِّنَ شكّه ... وبدتْ عواقبُه لمن يتأمَّلُ
وتبرَّأ الضُّعفاء من إخوانهم ... وألحَّ من حُرِّ الصَّميم الكلكلُ
أدَعُ الَّتي هي أرفقُ الحالاتِ بي ... عند الحفيظةِ للَّتي هي أجملُ
لبعض الخوارج يقول لامرأته وكانت ترى رأيه وأراد الخروج فقالت: أخرجْني معك، فقال:
إنَّ الحروريَّةَ الحرَّى إذا ركبُوا ... لا تستطيع لهم آمالُك الطَّلَبا
إنْ يركبُوا فرسًا لا تركبي فرسًا ... ولا تُطيقي مع الرجَّالة الخبَبَا
أعرابيّ:
أراني في بني حكَم قَصِيَّا ... غريبًا لا أزورُ ولا أُزارُ
أُناس يأكلونَ اللَّحمَ دوني ... وتَأتيني المعاذرُ والقُتَارُ
ومثله قول الآخر:
إذا مدَّ أربابُ البيوت بيوتَهم ... على رُجُح الأكفال ألوانُها زُهرُ
فإن لنا منها خباءً تحفُّهُ ... إذا نحنُ أمسيْنا المجاعة والفقرُ
أعرابيّ:
ألم تسألْ فوارسَ من سُليم ... بنَضْلَةَ وهو موتورٌ مُشيحُ
رأَوهُ فازدرَوه وهو خرقٌ ... وينفعُ أهلَه الرجلُ القَبيحُ
فلم يخشَوْا مَصَالتَه عليهم ... وتحت الرُّغوةِ اللَّبنُ الصَّريحُ
فأطلقَ غُلَّ صاحبِه وأردَى ... جريحًا منهم ونجَى جريحُ
فأما قوله: " رأوه فازدروه " البيت مأخوذ من قول الأول:
ترى الرَّجُل النحيفَ فتزدريه ... وفي أثوابهِ أسَدٌ يَزيرُ
ونظر أبو تمام إلى قوله: " وتحت الرُّغوةِ اللَّبنُ الصَّريحُ ":
وليستْ رَغوتي من تحت مَذْقٍ ... ولا جَمْري كمينٌ في الرمادِ
ليلى ابنة النضر بن الحارث بن كلدَة تخاطبُ النبي ﷺ وقد قتل أباها النضر بن الحارث صبرًا عند منصرفه عن غزوة بدر:
أبْلغ بها ميتًا فإنَّ قصيدة ... ما إنْ تزال بها الركائبُ تخفِقُ
ولَيَسْمَعَنِّي النضرُ إن ناديتُهُ ... إن كانَ يسمعُ ميّتٌ أو ينطِقُ
ظلَّتْ سيوف بني أبيه تنوشُهُ ... لله أرحامٌ هناك تشقَّقُ
قسرًا يُقادُ إلى المنيَّة مُتعبًا ... رسفَ المقيّد وهو عان مُوثَقُ
أمحمدٌ ها أنتَ صِنوُ نجيبة ... من قومها والفحلُ فحلٌ معرِقُ
ما كانَ ضرَّك لو مننْتَ وربَّما ... منَّ الفتَى وهوَ المغيظُ المُحنقُ
فيقال أنَّ النبي ﷺ قال: لو سمعتُ شِعرها قبلَ أن أقتله ما قتلته. أما قولها: " ظلَّت سيوف بني أبيه تنوشُهُ " البيت، فمن قول الآخر:
ألم ترنا والله يصلح بينَنا ... نُقطِّعُ من أرحامنا ما توصَّلا
ومنه أخذ الآخر قوله:
إذا وصلَ الناسُ أرحامَهم ... فإنَّا نُقطِّعها ظالِمينا
ولولا اتّقاءُ كلام العداةِ ... لكنَّا لأرحامنا واصِلِينا
هذا ذكر أنَّ قطيعة أرحام أقربائه في الحرب خوفًا من المعائر التي تلحق النَّاس عند تغافلهم عن طلب ثأرهم. وإلى مثل هذه المعاني نظر البحتري وغيره ممَّن ذكرنا أقاويلهم في مواضع من كتابنا.
أبو نزار العقيلي يقول لعقيل بن مرَّة الأشجعي:
يظنُّ عقيلٌ أنَّ من نالَ مجلسًا ... وخلوةَ يوم منه نالَ غنى الدَّهرِ
فقل لعقيل ليس هذا كما ترَى ... نبيذك لم يُخلق أمانًا من الفقرِ
لبعض خوارج الأعراب وهو قطريّ بن الفجاءة:
أقولُ لها إذا جاشتْ حياء ... من الأبطالِ ويحَك لن تُراعِي
فإنَّكِ لو طلبتِ حياةَ يوم ... على الأجلِ الَّذي لكِ لَن تُطاعي
فصبرًا في مجال الموتِ صبرًا ... فيما نيلُ الخلودِ بمُستطاعِ
وما ثوبُ الحياةِ بثوب عزٍّ ... فيُطوَى عن أخي الخَنَع اليَراعِ
سبيلُ الموتِ غايةُ كلّ حيٍّ ... وداعِيه لأهل الأرض داعِي
ومَن لا يُعتبطْ يهرَمْ ويسأَمْ ... ويُفضِ به البقاءُ إلى انقطاعِ
قوله: " أقول لها " البيت، شبيه بقول ابن الإطنابة:
أقولُ لها إذا جشأَتْ وجاشتْ ... مكانكِ تُحمَدي أو تستريحِي
وقد ذكرنا ما في هذا البيت من العيب فيما تقدم من الكتاب.
وأما قوله: " فإنك لو سألت " البيت، قد أخذه بعض العرب فقال:
فإنِّي لو طلبتُ حياةَ يوم ... على أجَلي لكانَ مدًى بعيدا
وقال الآخر:
فلا تكُ طامعًا في عيشِ يوم ... إذا وافاك يومٌ لا يُرَدُّ
وهذا كثير جدًّا في القديم والمحدث من أشعارهم.
وأما قوله: " ومَن لا يُعتبطْ يهرَمْ ويسأَمْ " البيت، فكما قال أمية بن أبي الصلت الثقفي:
من لم يمُتْ عبطةً هرَما ... فالموتُ كأسٌ والمرءُ ذائقُها
وهذا أيضًا كثير ولذلك أقصرنا عن الإسهاب فيه.
ولبعض الخوارج أيضًا:
إلى كَم تُعاديني السيوفُ ولا أَرَى ... مُعاداتَها تُدني إليَّ حِمامِيَا
أُقارعُ عن دار الخُلود ولا أَرَى ... بقاءً على حال لما ليس باقِيَا
ولو قرَّب الموتَ القِراعُ لقد أَتَى ... لموتيَ أن يدنو بطولِ قِراعِيَا
أُغادِي جلادَ العَالمين كأنَّني ... على العسَل الماذيِّ أُصبحُ غادِيَا
وأدعو الكُماةَ للنِّزال إذا القنا ... تحطَّمَ فيما بيننا من طِعانِيَا
ولستُ أرَى نفسًا تموتُ وإن دنتْ ... من الموتِ حتَّى يبعثَ اللهُ داعِيَا
ولآخر منهم:
لا يركنَنْ أحدٌ إلى الإحجام ... يومَ الوغَى متخوِّفًا لحِمامِ
فلقد أراني للرِّماحِ درِبَّة ... من عن يميني تارةً وأمامِي
ثمَّ انصرفتُ وقد أَصبتُ ولم أُصبْ ... جذَعَ البَصيرة قارحَ الأقدامِ
قيس بن عاصم المنقريّ:
إنِّي امرؤ لا يطَّبي حَسَبي ... سَفَه يكدّره ولا أمنُ
من مِنقَر في بيتِ مكرمةٍ ... والغصنُ ينبتُ حوله الغصنُ
حُلَماء حين يقول قائلُهم ... بيضُ الوجوه مصاقعٌ لُسْنُ
لا يفطَنون لعَيب جارِهم ... وهمُ لحفظ جواره فُطْنُ
وله أيضًا:
إنْ يسمعوا ريبةً طاروا بها فرَحًا ... عنِّي وما سمِعوا من صالحٍ دفَنوا
صُمٌّ إذا سمعوا خيرًا ذكرتُ بهِ ... وما ذكرتُ به من سيِّئٍ.....
وقال بعض لصوص العرب:
وطالَ احتضاني السَّيف حتَّى كأنّما ... يلاط بكشحي جفنُهُ وحمائلُهْ
أخو فلواتٍ صاحَب الجنَّ وانْتأَى ... عن الإنسِ حتَّى قد تقضَّتْ وسائلُهْ
له نسب الإنسيِّ يُعرف نَجْرُهُ ... وللجنِّ منه شكلُهُ وشمائلُهْ
أما قوله: " وطال احتضاني " البيت، مثل قول الآخر:
وطال احتضاني الرمح حتَّى كأنّما ... علَى منكبي غصنٌ من الأثل نابِتُ
أعرابيّ قطعت يده ورجلُه:
اللهُ يعلَم أنِّي من رجالهم ... وإن تقطّع عن مَتنيَّ أطماري
وإن رُزِئتُ يدًا كانت تُجمِّلُني ... وإن مَشيتُ على زُجٍّ ومِسمارِ
أعرابيّ:
لا تَحْقرنَّ سُبَيبًا ... كم فاد خيرًا سُبيبُ
وقد بقي لهذا المعنى نظائر تأتي في مواضعها إن شاء الله.
وقال ودَّاك بن ثُميل المازنيّ:
مقاديمُ وصَّالون في الرَّوع خَطوهم ... بكل رقيق الشفرتَين يَمانِ
إذا استُنجدوا لم يسألوا من دعاهم ... إلى أيّ حيٍّ أم بأيّ مكانِ
أما قوله: " مقاديم " البيت، فالأصل فيه قول قيس بن الخطيم:
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنُضاربُ
وقد ذكرنا هذا وشيئًا من نظائره فيما تقدَّم، وبقيت أشياء لم نذكرها هناك، منها قوله:
إذا الكُماةُ تنحَّوا أن ينالَهمُ ... حدَّ الظباة وصلناها بأيدينا
وأخذه آخر فقال:
وصلْنا الرقيقَ المرهفاتِ بخَطْونا ... على الهول حتَّى أمْكنَتْنا المضاربُ
وقال بعض الرجَّاز في مثل هذا:
الطاعنون في النُّحور والكلى ... والواصلون للسيوف بالخُطى
وقال آخر:
سَلَّ السيوف وخُطًى تزدادُها
وقال معن بن أوس المزني:
فلا وأبي حبيبٌ ما نفاه ... هوازنُ من بلاد بني يمانِ
وكان هوى الغنيِّ إلى غناه ... وكان من العشيرة في مكانِ
تكنّفَهُ الوشاةُ فأزعجوهُ ... ودسُّوا من قضاعة غيرَوانِ
ولولا أنَّ أمَّ أبيه أُمِّي ... وأنّي من هجاه فقد هجاني
إذًا لأصابه منِّي هجاءٌ ... تناقله الرواة على لِساني
أعلِّمه الرماية كل يوم ... فلمَّا اشتدَّ ساعدهُ رماني
يُروى بالسين غير معجمة من السداد في الرمي وبالشين معجمة أكثرُ، أخذ دِعبل هذا المعنى فقال:
إنْ عابني لم يعِبْ إلاَّ مؤدِّبَه ... فنفسَه عاب لمّا عاب أدَّابَهْ
وكان كالكلب ضرَّاهُ مكلِّبهُ ... لصيده فغدا فاصْطادَ كلاَّبَهْ
أعرابي:
وإنِّي لأطوي البطن من دون ملئه ... لمستنبح في آخر الليل صائحِ
وإنَّ امتلاءَ البطن في حسب الفتَى ... قليل الغناء وهو في الجسم صالحِ
من جيد ما قيل في هذا المعنى ونادره قول الشاعر:
أُقسِّم جسمي في جسومٍ كثيرة ... وأحْسو قَراحَ الماء والماءُ باردُ
وقد ذكرنا هذا وشيئًا من نظائره في أوّل الكتاب.
أعرابيّ يلقَّب بالمُفَرِّق:
ونُبِّئتُ أخوالي أرادوا عمومتي ... بشَنعاء فيها ثامل الشرّ منقَعا
سأركبها فيكم وأدعى مفرِّقًا ... فإن شئتمُ من بعدُ كنتُ مُجمِّعا
بهذا البيت سمِّيَ مُفرِّقًا.
أعرابيّ:
سقَّى الرَّبابَ مجَلجِلُ ال ... أكنافِ لمَّاحٌ بروقُهْ
جَونٌ تكفكفُه الصَّبا ... وهْنًا وتَمريه خريقُهْ
حتَّى إذا ما ذرعُهُ ... بالماءِ ضاق فما يُطيقُهْ
حلَّتْ عزالِيَه الجَنو ... بُ فنجَّ واهيةً خروقُهْ
أأبا شُرَيح هل ترى ... أفقًا يؤرِّقُني بُروقُهْ
أعلى ذُؤابة حضرمو ... ت فبطن واديها طريقُهْ
صابتْ عليه هواطلٌ ... حتَّى يُغَرْغرها عميقُهْ
ولقد غدوتُ مُناهبًا ... بأقبَّ لم توسَم فليقُهْ
نهدِ التَّليل مُشايحٍ ... كالجذع شذّبَهُ سحوقُهْ
طاوي الأياطل سابحٍ ... كالذّئب طال به خفوقُهْ
أعرابيّ:
فإنْ يمنعوا منّا السلاحَ فعندنا ... سلاحٌ لنا لا تُشترى بالدّراهمِ
جنادِل أملاءُ الأكفِّ كأنَّها ... رُؤوسُ رجالٍ حُلِّقت بالمواسمِ
رُوي أنَّ غلامًا من الأعراب أراد أن يمضي مع قوم من بني عمّه إلى حرب كانت لهم، فقال لهم: تجنَّبوا النبل فإنَّها رسل المنيَّة، واحذروا الرماح فإنَّها أرشية الموت، وتوقَّوا السيوف فإنَّها لا سوء بعدها، قالوا: فيم نقاتل؟ فقال: بقول الشاعر:
1 / 46