واشتد المطر، فسكت الصوت كأنما قد ذاب فيه.
فيلسوف صغير جدا
يطاردني الشعور بالشيخوخة رغم إرادتي وبغير دعوة. لا أدري كيف أتناسى دنو النهاية وهيمنة الوداع. تحية للعمر الطويل الذي أمضيته في الأمان والغبطة. تحية لمتعة الحياة في بحر الحنان والنمو والمعرفة.
الآن يؤذن الصوت الأبدي بالرحيل. ودع دنياك الجميلة واذهب إلى المجهول. وما المجهول يا قلبي إلا الفناء. دع عنك ترهات الانتقال إلى حياة أخرى. كيف ولماذا وأي حكمة تبرر وجودها؟ أما المعقول حقا فهو ما يحزن له قلبي. الوداع أيتها الحياة التي تلقيت منها كل معنى، ثم انقضت مخلفة تاريخا خاليا من أي معنى. «من خواطر جنين في نهاية شهره التاسع».
أصل الحكاية
الست في الشرفة ترنو إلى أسفل من وراء الخصاص بعينين ملؤهما اليقظة والحنان. الصبي يلعب أسفل البيت ويغني. وبين الحين والحين يمضي إلى حارة من الحارات التي تصب في جوانب الميدان آتية من أنحاء المدينة المترامية. وعند المغيب ينتزع الصبي نفسه من دنيا اللعب والسياحة ويدخل البيت.
ولم يدم الحال على ذلك طويلا.
خلت الشرفة من الحنان.
وأدخل الصبي داخل حارة فلم يرجع.
المتنبئ
Page inconnue