Les causes de la joie dans les anecdotes des Arabes
أسباب الطرب في نوادر العرب
Genres
فكأنه من نسكه وصلاحه
وهب الحياة لوالديه وماتا
ذكاء ابن الزبير
مر عمر بن الخطاب بابن الزبير وهو صبي يلعب مع الصبيان ففروا ووقف، فقال له: ما لك لم تفر مع أصحابك؟ قال: يا أمير المؤمنين، لم أجرم فأخاف، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك. فسر عمر من جوابه وألطفه.
اللصوص والحلوى
قال عبد الواحد بن نصر المخزومي؛ قال: أخبرني من أثق به أنه خرج في طريق الشام مسافرا، يمشي وعليه مرقعة، وهو في جماعة نحو الثلاثين رجلا كلهم على هذه الصفة، فصحبنا في بعض الطريق رجل مسن حسن الهيئة، معه حمار فاره يركبه، ومعه بغلان عليهما رحل وقماش ومتاع فاخر، فقلنا له: يا هذا، إنك لا تفكر في خروج اللصوص علينا، فإنه لا شيء معنا يؤخذ، وأنت لا تصلح لك صحبتنا مع ما معك. فقال: يكفينا الله. ثم سار ولم يقبل منا، وكان إذا نزل استدعى أكثرنا فأطعمه وسقاه، وإذا عي الواحد منا أركبه على أحد بغليه. وكانت جماعة تخدمه وتكرمه، ونتدبر برأيه، إلى أن بلغنا موضعا، فخرج علينا نحو ثلاثين فارسا من اللصوص فتفرقنا عليهم ومانعناهم. فقال الرجل: لا تفعلوا. فتركناهم، ونزل فجلس وبين يديه سفرته ففرشها، وجلس يأكل، وأظلتنا الخيل، فلما رأوا الطعام دعاهم إليه، فجلسوا يأكلون ، ثم حل رحله، وأخرج منه حلوى كثيرة، فتركها بين أيدي اللصوص، فلما أكلوا وشبعوا جمدت أيديهم وخدرت أرجلهم ولم يتحركوا، فقال لنا: إن الحلوى مبنجة، أعددتها لمثل هذا، وقد تمكنا منهم وتمت الحيلة، ولكن لا يفك البنج إلا أن تصفعوهم فافعلوا، فإنهم لا يقدرون لكم على ضرر حتى نسير. ففعلوا فما قدروا على الامتناع، فعلمنا صدق قوله، وأخذنا أسلحتهم، وركبنا دوابهم، وسرنا حواليه في موكب ورماحهم على أكتافنا وسلاحهم علينا، فما نجتاز بقوم إلا يظنونا من أهل البادية، فيطلبون النجاء منا حتى بلغنا مأمننا.
نخبة من روايات كتاب الفرج بعد الشدة
الناجي من الجب والأفعى ( 2 : 83-85)
حدثني عبيد الله بن محمد بن الصروي (؟) قال: كنت أتصرف مع المختار بن الغيث بن حمران أحد قواد بني عقيل، فسار وأنا في جملته مع دكين الشيرازي لما تغلب على الموضع يطلب ناصر الدولة، وصار العسكر منتشرا سائرا بعجلة، وكان تحتي حجرة، فصرت في أخريات الناس، ثم انقطعت عن العسكر حتى صرت وحدي، ثم وردت الدابة ماء كان في الطريق وحمر ولم يمكنه أن يسير خطوة واحدة؛ فخفت أن يدركني من يأسرني، فنزلت عنها أمشي وفي عنقي سيف بحمائل والمقرعة في يدي، فسرت فراسخ حتى صعدت جبل سنجار، وكنت أحتاج أن أمشي فيه نحو الفرسخ، ثم أنزل إلى سنجار. فاحتبسني الليل، واستنفد المشي جلدي، فخفت الوحوش في الجبل، فطلبت موضعا أسكن فيه ليلتي فلم أجد، ورأيت جبابا منقورة في الجبل فطلبت أقربها قعرا ورميت فيه بحجر، فظننت أن قعره قامة أو نحوها، فرميت بنفسي فيه، وكان البرد شديدا، فنمت ليلتي لا أعقل من التعب والجوع.
فلما كان من الغد انتبهت وعندي أن الجب محفور كالآبار، وأني أضع رجلي في جوانبه فأتسلق وأطلع، فتأملت، فإذا هو محفور كالتنور رأسه ضيق وأسفله شديد السعة وجوانبه منقوشة، فقمت في وسط الجب، فإذا هو أعلى من قامتي، فتحيرت في أمري، ولم أدر كيف السبيل إلى الصعود، وطلعت الشمس وأضاء الجب، وإذا فيه أفعى مدور كالطبق بين حجرين، وقد سدر من شدة البرد فليس ينتشر، ولم يتحرك من مكانه. وهممت أن أجرد السيف وأقطعه به، ثم قلت: أتعجل شرا لا أدري عاقبته ولا منفعة لي في قتله؛ لأني سأتلف في هذه البئر، وهي قبري، فما معنى قتل الأفعى؟ أدعه فلعله أن يبتدئ بالنهش فأتعجل التلف، ولا أرى نفسي تخرج بالجوع والعطش، فأقمت يومي كله على ذلك، والأفعى لم تتحرك، وأنا أبكي وأنوح على نفسي، وقد يئست من الحياة. فلما كان من الغد أصبحت وقد ضعفت، فحملني حب الحياة على الفكر في الخلاص، فقمت وجمعت من الحجارة الرقيقة شيئا كثيرا، ووضعتها في وسط الجب وعلوتها؛ لتنال يدي طرف البئر، فأحمل نفسي إلى رأسها، فحين وضعت رجلي على الحجارة انهالت لرقتها وملاستها، فلم أعد عملها، وأمضيت يومي كله وأنا مشتغل البال، وجاء الليل، فلم يمكني أن أقوم من الجوع والضعف، ثم غلبني النوم.
Page inconnue