الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات
الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات
Genres
يعبدونه (١) مرّوجين بذلك فعلة معظم الأقوام المعذَّبين، الذين عارضوا دعوة الرسل ﵈ من لدن نوح ﵇، وصولًا إلى مشركي قريش المعاندين لدعوة رسول الله ﷺ، وبعد أن اندثرت تلك العقائد الباطلة، عادت تطلّ علينا عبر عروض كرتونية، يتابعها بشغف معظم أطفالنا، فيألفون رؤيتها، وقد تصبح مستساغة لديهم، ليعمل المربون بعدها سنوات طوالًا لانتزاع أثرها وتثبيت المفهوم الإسلامي للعقيدة في نفوسهم.
ولا تعجب بعدها، إذا رأيت طفلًا يسجد لدمية أو لحجر طالبًا منه تحقيق ما يريد، يقول أحدهم: حصلت لي تجربة شخصية مؤلمة جدًا مع طفلي، وهي أني رأيته وهو يسجد لدمية أطفال لكي تتوسط له عندي لأحقق له ما طلبه منّي، وعندما سألته: من علّمك هذا؟ أجابني قائلًا: لقد رأيتها في الفيلم (٢) .
ولا عجب بعد ذلك، إن رأيت طفلًا يحدّث نارًا أو يتوسل إليها لتنفيذ رغباته، فها هي "مغامرات سندباد " في إحدى عروضها تُظهِر عقيدة المجوس، في تقديسهم للنار وتقديمهم القرابين لها، فكيف لنا بعد ذلك كله أن نحصّن أبناءنا من أثر هذا الهدم العقدي، دون ضبط فاعل وتمحيص لما يعرض منها، ليتوافق مع مسلّماتنا الدينية والتربوية.
من يدبّر الكون، في نظر العروض الكرتونية؟!
عَمِل هذا الفن جاهدًا، بأسلوب جذّاب مثير، على تصوير صراعات دائمة في هذا الكون، فتارة يصوّر وجود مخلوقات فضائية
(١) المسلمون العدد: ٢٥٧، بتصرف. (٢) العزو السابق.
1 / 38