وأيضا فإن كان واجبا فى غير ما ذكرنا أن يجرى الأمر على هذا المثال، فقد يرى أن ما قيل فى ذلك صواب، وذلك أنه قد يجب إما أن يكون اعتقاد النقيض هو الضد فى كل موضع؛ وإما ألا يكون فى موضع من المواضع ضدا. والأشياء التى ليس يوجد فيها الضد أصلا، فإن الكذب فيها إنما هو العقد المعاند للحق، ومثال ذلك من ظن بإنسان أنه ليس بإنسان فقد ظن ظنا كاذبا. فإن كان هذان الاعتقادان هما الضدين، فسائر الاعتقادات إنما الضد فيها هو اعتقاد النقيض.
وأيضا فإن العقد فيما هو خير أنه خير، والعقد فيما ليس بخير أنه ليس بخير يجريان على مثال واحد. ومع ذلك أيضا العقد فيما هو خير أنه ليس بخير، والعقد فيما ليس بخير أنه خير، والعقد فيما ليس بخير أنه ليس بخير، وهو عقد حق، أى عقد، ليت شعرى، هو ضده! فإنه ليس يجوز أن يقال إن ضده اعتقاد أنه شر. وذلك أنه قد يمكن فى حال من الأحوال أن يصدقا معا من قبل أن من الأشياء ما ليس بخير وهو شر، فيلزم فى ذلك الشىء أن يكونا صادقين معا؛ ولا ضده أنه ليس بشر، فإن هذا أيضا صدق. فقد بقى إذا أن يكون ضد العقد فيما ليس بخير أنه ليس بخير العقد فيما ليس بخير أنه خير. وذلك أن هذا باطل. فيجب من ذلك أن يكون ضد العقد فيما هو خير أنه العقد فيما هو خير أنه ليس بخير.
Page 98