لكن قد يصدق القول على الشخص على الإطلاق. ومثال ذلك القول على الإنسان من الناس بأنه إنسان، والقول على الإنسان الأبيض بأنه أبيض. إلا أن ذلك ليس أبدا. لكن متى كان محصورا فى المزيد فى القول شىء من المتقابل الذى تلزمه مناقضة فليس يكون حقا، بل كذبا. ومثال ذلك أن يقال فى الإنسان الميت إنه إنسان. ومتى لم يكن ذلك، فقد يصدق. بل نقول إنه متى وجد ذلك فيه فهو أبدا غير صادق؛ ومتى لم يوجد فليس أبدا يصدق. ومثال ذلك قولنا: «أوميروس موجود شيئا ما»، كأنك قلت: شاعرا. فهل هو موجود أو لا؟ فإن قولنا «موجود» إنما حملناه على أوميروس بطريق العرض. وذلك أنا إنما قلنا إنه «موجود شاعرا» ولم نحمل «موجودا» على أوميروس بذاته.
فقد يجب من ذلك أن ما كان مما يحمل ليس يوجد فيه تضاد متى قيلت فيه الأقاويل مكان الأسماء وكان محمولا بذاته لا بطريق العرض؛ فإن القول فيما هذه سبيله إنه شىء ما على الإطلاق — صادق —. فأما ما ليس بموجود فليس القول بانه «شىء موجود» من قبل قولنا فيه إنه يوجد متوهما قولا صادقا. وذلك أن التوهم فيه ليس أنه موجود، بل أنه غير موجود.
Page 85