20 -
وأخبرناه أبو طاهر السلفي، أيضا أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني، وأبو النجم بدر بن دلف بن يوسف الفركي، قالا: أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد الدينوري، حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الحافظ، حدثنا أبو عبد الرحمن يعني أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعيد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " من نزل منزلا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيئ حتى يرتحل من منزله ذلك ".
هذا حديث حسن صحيح من حديث أبي الحارث الليث بن سعد الفهمي فقيه مصر، عن أبي رجاء يزيد بن أبي حبيب القرشي مولاهم المصري، واسم أبي حبيب سويد، عن أبي عمرو الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري المصري، مولى قيس بن سعد بن عبادة، وهو والد عمرو بن الحارث، سمع سهل بن سعد الساعدي، وهو ممن انفرد مسلم بإخراج حديثه دون البخاري، حدث عنه يزيد بن أبي حبيب، وحيوة بن شريح، وابنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وسليمان بن القاسم، وبكر بن مضر وغيرهم، توفي سنة ثلاثين ومائة، حدث شعيب بن الليث، عن أبيه، قال: كان بين عمرو بن الحارث وبين أبيه الحارث بن يعقوب في الفضل كما بين السماء والأرض، كان يعقوب أفضل من الحارث، وكان الحارث أفضل من عمرو.
وقال يحيى بن بكير: حدثني موسى بن ربيعة، قال: كان الحارث بن يعقوب ينصرف بعد العتمة فيؤتى بفطره، فيقول: دعوني أركع ركعتين، ثم يقول: ركعتين، ثم ركعتين، فلا يزال كذلك حتى يؤذن بالصبح، فيكون فطره وسحوره واحدا.
عن أبي يوسف يعقوب بن عبد الله بن الأشج، وهو أخو بكير بن عبد الله بن الأشج، قتل شهيدا في البحر سنة إحدى وعشرين ومائة، ويقال سنة اثنتين وعشرين، وهو ممن انفرد مسلم بإخراج حديثه دون البخاري، روى عن أبي أمامة بن سهل، وبسر بن سعيد، روى عنه محمد بن إسحاق، وجعفر بن ربيعة.
قال يحيى بن معين: يعقوب بن عبد الله بن الأشج ثقة.
عن بشر بن سعيد المدائني مولى ابن الحضرمي وهو ثقة، سمع زيد بن خالد وزيد بن ثابت، وأبا جهيم، وأبا هريرة، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وزيد بن أسلم، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وسالم أبو النضر، مات سنة مائة، وله ثمان وسبعون سنة، عن أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص الزهري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال السلمية، ويقال لها: خويلة، وهي امرأة عثمان بن مظعون، تكنى: أم شريك، وكانت امرأة صالحة فاضلة، وقيل: أنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، روى عنها سعيد بن المسيب، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعمر بن عبد العزيز.
أخرجه أبو عيسى الترمذي في جامعه عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد كما أخرجناه، ثم قال عقيبه: هذا حديث حسن غريب صحيح، وروى مالك بن أنس هذا الحديث أنه بلغه عن يعقوب بن الأشج، فذكر نحو هذا الحديث، وروي عن ابن عجلان هذا الحديث، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، ويقول: عن سعيد بن المسيب، عن خولة، وحديث الليث أصح من حديث ابن عجلان.
انتهى كلام أبي عيسى.
وقد روي هذا التعوذ من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير هذا المعنى وهو مما يقرب منه
Page inconnue