الحديث التاسع عشر [أولياء الله]
عن أنس بن مالك قال: قيل لرسول الله : من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟ قال: (الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، واهتموا بآجل الدنيا حين اهتم الناس بعاجلها، فأملقوا منها ما خشيوا أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أن سيتركهم، فما عرض لهم من نابلها عارض إلا رفضوه، ولا خادعهم من رفعتها خادع إلا وضعوه، خلقت الدنيا عندهم فما يجددونها، وخربت بينهم فلا يعمرونها، وماتت في صدورهم فما يحييونها، بل يهدمونها فيبنون بها آخرتهم، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم، ونظروا إلى أهلها صرعى فأدخلت بهم المثلات، فما يرون أمانا دون ما يرجون ولا خوفا دون ما يحذرون).
Page 27