Arbacin Mughniyya
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
Genres
358- وكان أهل المدينة يقولون: ((أعماك الله كما أعمى أروى))، يريدون هذه المرأة التي دعا عليها سعيد، فذهب وهم من لم يعرف القصة أنهم يريدون الأروى التي كانت بالجبل، يظنونها شديدة العمى، وليس كذلك، وكان سعيد رضي الله عنه ممن اعتزل الفتن إلى أن مات بالمدينة سنة خمسين، أو إحدى وخمسين، وله بضع وسبعون سنة، وغسله عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص ، ونزلا في حفرته رضي الله عنهم أجمعين.
فصل
359- قوله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل دون دينه فهو شهيد))، ((دون)) في أصلها ظرف مكان بمعنى ((أسفل))، و((تحت))، واستعملت في هذا الحديث بمعنى ((لأجل)) التي للتنبيه على وجه التوسع المجازي، لأن الذي يقاتل على دينه أو ماله كأنه يجعله خلفه أو تحته، ثم يقاتل عليه.
360- والشهيد إما فعيل بمعنى فاعل، لأنه يشاهد الملائكة أو الجنة، وما أعد الله له، أو يشهد يوم القيامة مع النبي صلى الله عليه وسلم، أو فعيل بمعنى مفعول، لأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة.
Page 397