الباب الثاني عشر: القول في المادة والصور
وكل واحد من هذه قوامه من شيئين : أحدهما منزلته منزلة خشب السرير ، والآخر منزلته منزلة خلقة السرير. فما منزلته منزلة الخشب هو المادة والهيولى ، وما منزلته خلقته فهو الصورة والهيئة . وما جانس هذين من الأشياء ، فالمادة موضوعة ليكون بها قوام الصورة ، والصورة لا يمكن أن يكون لها قوام ووجود بغير المادة. فالمادة وجودها لأجل الصورة ، ولو لم تكن صورة ما موجودة ما كانت المادة. والصورة وجودها لا لتوجد بها المادة ، بل ليحصل الجوهر المتجسم جوهرا بالفعل. فان كل نوع انما يحصل موجودا بالفعل وبأكمل وجوديه إذا حصلت صورته . وما دامت مادته موجودة دون صورته فانه انما هو ذلك النوع بالقوة. فان خشب السرير ما دام
Page 57