348

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

Maison d'édition

دار الهلال

Numéro d'édition

الأولى

Lieu d'édition

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

Genres

معركة مؤتة
وهذه المعركة أكبر لقاء مثخن، وأعظم حرب دامية خاضها المسلمون في حياة رسول الله ﷺ، وهي مقدمة وتمهيد لفتوح بلدان النصارى، وقعت في جمادى الأولى سنة ٨ هـ، وفق أغسطس أو سبتمبر سنة ٦٢٩ م.
ومؤتة (بالضم فالسكون) هي قرية بأدنى بلقاء الشام، بينها وبين بيت المقدس مرحلتان.
سبب المعركة
وسبب هذه المعركة أن رسول الله ﷺ بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بصرى، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني- وكان عاملا على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر- فأوثقه رباطا، ثم قدمه، فضرب عنقه.
وكان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب، فاشتد ذلك على رسول الله ﷺ حين نقلت إليه الأخبار، فجهز إليهم جيشا قوامه ثلاثة ألف مقاتل «١»، وهو أكبر جيش إسلامي، لم يجتمع قبل ذلك إلا في غزوة الأحزاب.
أمراء الجيش ووصية رسول الله ﷺ إليهم
أمر رسول الله ﷺ على هذا البعث زيد بن حارثة، وقال: إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة «٢» . وعقد لهم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة «٣» .
وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، وقال لهم: «اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر

(١) زاد المعاد ٢/ ١٥٥، فتح الباري ٧/ ٥١١.
(٢) صحيح البخاري باب غزوة مؤتة من أرض الشام.
(٣) مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي.

1 / 355