هيكل مفري
6
الشفة العليا خلقة، ويزعم لك أنه جرح بطولة جرحا كان قتله لولا لطف الله، وصلاة أمه، ودعاك.
رأسه براق مدور كقالب جبن فلمنكي، يجتمع فيه النقيضان: في القمة بقية وبر كصوف السنانير، وفي المنحنى شعر مثل شوك القندول. يصح في تلك الكرة ما قاله برناردشو في لحيته الكثة وصلعته الجرداء: كثرة إنتاج، وسوء توزيع ...
يلاقيك هيكل مبتسما، ويسألك على الفور: كيف حال من فارقت؟ وإذا قلت له: تعرفني؟ من أنا؟ حك صدغه، وعض جحفلته
7
بأسنان كحب الفول المسوس، ثم أطرق إطراقة الأفعوان ومغمغ: اسمك، اسمك ... على رأس لساني، حتى إذا ذكرته خاصرك وتمشى وهو يقول: أوف.
ثم يقف محاولا تقديم سيكارة لعلك تسبقه إلى تلك المكرمة ... وإن غفلت أو تغافلت تقصى جيوبه، ثم قال: هات سيكارة، نسيت علبتي عند فلان. ويسمي لك إما وزيرا وإما مديرا.
ومن مواهبه النادرة أنه يرود الأرض في دقائق معدودات، فإن رأى قلة خيرك انصرف إلى غيرك.
مسرح هذا البطل ساحات دور الحكومة وأروقتها؛ فهو «أبو فتح» جديد، يتصيد في الحرام وعلى عيني وعينك يا تاجر. هناك - في السراي - يعرض خدماته على الوارد والصادر، وخصوصا على من لا ظهر له، ولولا همته القعساء - كما يقول - مات حق الفقير.
Page inconnue