Aqeedah Ahlus-Sunnah Concerning the Companions by Nasir bin Ali

Nasser bin Ali Ayed Hassan Al-Shaikh d. Unknown
87

Aqeedah Ahlus-Sunnah Concerning the Companions by Nasir bin Ali

عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي

Maison d'édition

مكتبة الرشد،الرياض

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

تبوؤوا الدار من قبلهم، وهم الأنصار في صدروهم حاجة يعني حسدًا مما أوتوا يعني مما أوتي المهاجرون من الفيء وذلك لما ذكر لنا من أن رسول الله ﷺ قسم أموال بني النضير بين المهاجرين الأولين دون الأنصار إلا رجلين١. من الأنصار أعطاهما لفقرهما، وإنما فعل ذلك لرسول الله ﷺ خاصة ... وقوله: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ يقول: ويعطون المهاجرين أموالهم إيثارًا لهم بها على أنفسهم ﴿وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ يقول: ولو كان بهم حاجة وفاقة إلى ما آثروا به من أموالهم على أنفسهم".٢. وقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه سبب نزول لقوله تعالى في الآية: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ فقد روى بإسناده إلى أبي هريرة ﵁: "أن رجلا أتى النبي ﷺ فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلا الماء. فقال رسول الله ﷺ "من يضم - أو يضيف - هذا؟ " فقال رجل٣ من الأنصار: أنا فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله ﷺ فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني فقال: هيئي طعامك وأصحبي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى رسول الله ﷺ فقال: "ضحك الله الليلة - أو عجب - من فعالكما" فأنزل الله ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ٤. قال العلامة ابن جرير مبينًا معنى قوله تعالى في ختام الآية السابقة ﴿وَمَنْ

١ـ الرجلان هما: سهل بن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة. جامع البيان ٢٨/٤١. ٢ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٨/٤٠-٤٢. ٣ـ هذا الرجل هو أبو طلحة كما في صحيح مسلم ٣/١٦٢٥، وانظر فتح الباري ٧/١٢. ٤ـ صحيح البخاري ٣/١٩٩، وانظر جامع البيان ٢٨/٤٣.

1 / 145