57

Paroles des Confidents sur l'Interprétation des Noms, des Attributs, et des Versets Clairs et Ambigus

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Chercheur

شعيب الأرناؤوط

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦

Lieu d'édition

بيروت

وَأطَال ابْن تَيْمِية الْكَلَام فِي تَقْرِير ذَلِك وَأما قَوْله تَعَالَى ﴿وَنحن أقرب إِلَيْهِ مِنْكُم وَلَكِن لَا تبصرون﴾ فَالْمُرَاد بِهِ قرب أعوان ملك الْمَوْت من المحتضر بِدَلِيل سِيَاق الْآيَة وَهُوَ قَوْله تَعَالَى ﴿فلولا إِذا بلغت الْحُلْقُوم وَأَنْتُم حِينَئِذٍ تنْظرُون﴾ الْوَاقِعَة ٨٣ ٨٤ وَنحن أَي ملائكتنا وَعبر بهم عَنهُ سُبْحَانَهُ لأَنهم رسله ومأموروه أَو المُرَاد وَنحن أقرب إِلَيْهِ أَي بِالْعلمِ فَإِن قيل لَو كَانَ المُرَاد بِهِ الْعلم لما صَحَّ أَن يَقُول وَلَكِن لَا تبصرون لِأَن الْعلم لَا يبصر بل كَانَ يَقُول وَلَكِن لَا تبصرون لِأَن الْعلم لَا يبصر فَجَوَابه أَن تبصرون يُطلق على الْبَصَر بِالْعينِ وَيُطلق على الشُّعُور وَالْعلم بِالْغَيْبِ كَمَا قَالَه أهل اللُّغَة لِأَنَّهُ يُقَال بصرته بعيني وبصرته بقلبي فارتفع الْإِشْكَال وَمن الْعجب أَنِّي اجْتمعت بأكابر محققي بعض المتصوفة فحصلت المذاكرة فطعن فِي الْفُقَهَاء والمتكلمين والأشاعرة وَقَالَ إِنَّهُم يحرفُونَ مَعَاني كَلَام الله تَعَالَى وَيخرجُونَ كَلَام الله عَن مُرَاد الله بِحَسب عُقُولهمْ فَقلت لَهُ وَكَيف تقْرَأ قَوْله تَعَالَى ﴿مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم﴾ إِلَى قَوْله ﴿إِلَّا هُوَ مَعَهم﴾ فَقَالَ هِيَ معية ذَات لَا معية علم كَمَا يَقُولُونَ وَيدل لذَلِك قَوْله تَعَالَى ﴿وَنحن أقرب إِلَيْهِ مِنْكُم وَلَكِن لَا تبصرون﴾ فَلَو كَانَت معية علم لما صَحَّ أَن يَقُول وَلَكِن لَا تبصرون لِأَن الْعلم لَا يبصر وَإِنَّمَا تبصر الذوات فتعجبت من مقَالَته وتصميمه عَلَيْهَا وغفلته عَن كَلَام الْأَئِمَّة الْمُحَقِّقين من الْفُقَهَاء والمفسرين فنسأل الله تَعَالَى الْعَافِيَة والسلامة فِي الدّين

1 / 101