وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي كِتَابه محجة الواثقين وَأَجْمعُوا أَن الله فَوق سماواته عَال على عَرْشه مستو عَلَيْهِ لَا مستول عَلَيْهِ كَمَا تَقول الْجَهْمِية وسَاق الْآيَات المشعرة بالجهة
وَقَالَ ابْن رشد الْمَالِكِي فِي كِتَابه الْمُسَمّى ب الْكَشْف وَأما هَذِه الصّفة يَعْنِي القَوْل بالجهة فَلم تزل أهل الشَّرِيعَة يثبتونها حَتَّى نفتها الْمُعْتَزلَة ومتأخروا الأشاعرة كَأبي الْمَعَالِي وَمن اقْتدى بقَوْلهمْ إِلَى أَن قَالَ فقد ظهر أَن إِثْبَات الْجِهَة وَاجِب شرعا وعقلا إِلَى آخر كَلَامه
وروى الدَّارمِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن الْمُبَارك قيل لَهُ كَيفَ نَعْرِف رَبنَا قَالَ بِأَنَّهُ فَوق السَّمَاء السَّابِعَة على الْعَرْش بَائِن من خلقه
وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ إِن الله مستو على عَرْشه كَمَا قَالَ ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ طه ٥ وَقَالَ ﴿إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب﴾ فاطر ١٠ وَقَالَ ﴿لعَلي أطلع إِلَى إِلَه مُوسَى وَإِنِّي لأظنه من الْكَاذِبين﴾ غَافِر ٣٧ وَقَالَ ﴿أأمنتم من فِي السَّمَاء﴾ لِأَنَّهُ مستو على الْعَرْش الَّذِي هُوَ فَوق السَّمَاوَات وكل مَا علا فَهُوَ سَمَاء فالعرش أعلا السَّمَاوَات
1 / 90