الدّين بن عبد السلام لِأَن الْعِشْق فَسَاد يخيل أَن أَوْصَاف المعشوق فَوق مَا هِيَ عَلَيْهِ وَلَا يتَصَوَّر ذَلِك هُنَا
وَمن الْمُتَشَابه العندية فِي قَوْله تَعَالَى ﴿بل أَحيَاء عِنْد رَبهم﴾ آل عمرَان ١٦٩ وَقَوله ﴿للَّذين اتَّقوا عِنْد رَبهم﴾ آل عمرَان ١٥ وَقَوله ﴿إِن الَّذين عِنْد رَبك﴾ الْأَعْرَاف ٢٠٦
قَالَ أهل التَّأْوِيل إِن المُرَاد بقوله ﴿بل أَحيَاء عِنْد رَبهم﴾ هُوَ مزِيد التَّقَرُّب والزلفى والتكرمة فَهِيَ عندية كَرَامَة لَا عندية قرب ومسافة كَمَا يُقَال فلَان عِنْد الْأَمِير فِي غَايَة الْكَرَامَة
وَقَوله ﴿إِن الَّذين عِنْد رَبك﴾ يعْنى الْمَلَائِكَة بِالْإِجْمَاع
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَقَالَ ﴿عِنْد رَبك﴾ وَالله سُبْحَانَهُ بِكُل مَكَان لأَنهم قريبون من رَحمته وكل قريب من رَحمته فَهُوَ عِنْده هَذَا عَن الزّجاج وَقَالَ غَيره لأَنهم فِي مَوضِع لَا ينفذ فِيهِ إِلَّا حكم الله وَقيل لأَنهم رسل الله وجنده كَمَا يُقَال عِنْد الْخَلِيفَة جَيش كثير وَقيل هَذَا على جِهَة التشريف لَهُم وَأَنَّهُمْ بِالْمَكَانِ المكرم فَهُوَ عبارَة عَن قربهم فِي الْكَرَامَة
وَفِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَله من فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن عِنْده﴾
1 / 80