179

Paroles des Confidents sur l'Interprétation des Noms, des Attributs, et des Versets Clairs et Ambigus

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Enquêteur

شعيب الأرناؤوط

Maison d'édition

مؤسسة الرسالة

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦

Lieu d'édition

بيروت

وَقَالَ أَيْضا قدم إِلَى بَغْدَاد جمَاعَة من أهل الْبدع الْأَعَاجِم فارتقوا مَنَابِر التذكيري للعوام فَكَانَ مُعظم مجَالِسهمْ أَنهم يَقُولُونَ لَيْسَ لله فِي الأَرْض كَلَام وَهل الْمُصحف إِلَّا ورق وعفص وزاج وَإِن الله لَيْسَ على الْعَرْش وَلَا فِي السَّمَاء وَإِن الْجَارِيَة الَّتِي قَالَ لَهَا النَّبِي ﷺ أَيْن الله كَانَت خرساء فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاء أَي لَيْسَ هُوَ من الْأَصْنَام الَّتِي تعبد فِي الأَرْض
ثمَّ يَقُولُونَ أَيْن الحروفية الَّذين يَزْعمُونَ أَن الْقُرْآن حرف وَصَوت هَذَا عبارَة جِبْرِيل فَمَا زَالُوا كَذَلِك حَتَّى هان تَعْظِيم الْقُرْآن فِي صُدُور أَكثر الْعَوام وصاروا يَقُولُونَ هَذَا هُوَ الصَّحِيح ودس الشَّيْطَان دسائس الْبدع فَقَالَ قوم هَذَا الْمشَار إِلَيْهِ مَخْلُوق مَعَ أَن الإِمَام أَحْمد ثَبت فِي ذَلِك ثبوتا لم يُثبتهُ غَيره على دفع هَذَا القَوْل لِئَلَّا يتَطَرَّق إِلَى الْقُرْآن مَا يمحو تَعْظِيمه من النُّفُوس ويخرجه عَن الْإِضَافَة إِلَى الله تَعَالَى وَرَأى أَن ابتداع مَا لم يقل بِهِ لَا يجوز فَقَالَ كَيفَ أَقُول مَا لم يقل
ثمَّ لم يخْتَلف النَّاس فِي ذَلِك إِلَى أَن جَاءَ بعض الْمُتَكَلِّمين فَقَالَ إِن الْكَلَام صفة قَائِمَة بِالنَّفسِ فتخبطت العقائد مَعَ أَن الله تَعَالَى وَرَسُوله قنعا من الْخلق بِالْإِيمَان الإجمالي وَلم يكلفهم معرفَة التفاصيل وَالْوُقُوف على الْمَاهِيّة إِمَّا لِأَن الإطلاع على ذَلِك

1 / 223