224

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Maison d'édition

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

خطورة الإسهاب والتفصيل عن العدو:
إن الإسهاب والتفصيل بما يكيده الأعداء، له خطورته على المسلمين، ذلك لأن المسلمين ضعفاءُ في إيمانهم، جاهلون بدينهم، ليس لديهم من الحصانة الإيمانية، والمناعة التوكلية، ما يقيهم شرور عدوهم، وليس لديهم من القوة المادية مايؤهلهم للصمود المعنوي في وجه أعدائهم، مما يزيدهم التفصيل وهنًا على وهن.
إذ أنّ لسان حال كثير من المسلمين يقول: أنّى لنا الانتصار على الأعداء، ونحن بهذا الضعف، وهم بهذه القوة الهائلة؟ .
لذلك كان من الواجب على الداعية - لرد كيد الأعداء - أن يبدأ بإصلاح حال المسلمين، وأن يسعى لتأهيل المسلمين معنويًا، بإصلاح أحوالهم، وتقوية إيمانهم، ومعالجة أدوائهم، وتثبيت توكلهم على الله ﷿، وتوحيد كلمتهم، ورص صفوفهم.
فهذا هو الذي ينفعهم ويثبتهم، ويمكّنهم في أرضهم، وينصرهم على عدوهم، وهذه هي عوامل النصر الحقيقية، ولو كان الأعداء على ما كانوا عليه من القوة.
وقد حذر الله من هذا، وذلك حين انهزم المسلمون في أحد، فراح رسول الله ﷺ يقنت في صلاته على الكافرين ويلعنهم، فأنزل الله تعالى قوله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ ..﴾ الآية (١) [آل عمران: ١٢٨]
فكف رسول الله ﷺ عن القنوت عليهم.

(١) رواه البخاري (٤٠٦٩، ٤٠٧٠، ٤٥٥٩، ٧٣٤٦)

1 / 226