165

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

Maison d'édition

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

في نفسية غير نفسيتها الأولى، أقبل عليها الرسول ﷺ يعظها ويعلمها ولا يعاتبها.
ولما نزلت الآيات بتبرئة عائشة ﵂ في حادثة الإفك، قالت لها أمها: قومي فاحمدي رسول الله ﷺ، فقالت: «لا والله؛ لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله ﷿). (١)
ولا شك أن هذا القول لا يتناسب، ومقام الرسول ﷺ، ولو كان مع أحدنا، لوجد في نفسه ما وجد.
ولكن النبي ﷺ سيد الدعاة أدرك حالها الخاصة، فلم يجد في نفسه عليها، بل لم يعاتبها مجرد عتاب على هذا التصرف.
وانظر -يا رعاك الله- إلى هذا الحدث مع رسول الله ﷺ ... وتأمل ما فيه من الحكمة في مخاطبة المدعو بما يناسب حاله.
جاء شاب إلى النبي ﷺ فقال: ائذن لي بالزنى، فأقبل القوم عليه، فزجروه، وقالوا: مه مه، فقال: ادنه فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: "أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم" قال: "أفتحبه لابنتك؟ " قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم" قال "أفتحبه لأختك؟ " قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لأخواتهم" قال: "أفتحبه لعمتك؟ " قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لعماتهم" قال: "أفتحبه لخالتك؟ " قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: "ولا الناس

(١) انظر قصة حادثة الإفك عند البخاري (٤٧٥٠).

1 / 167