Lumières de la certitude sur l'imamat de l'émir des croyants
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genres
فالله تعالى أوجب أن يحكم بالتوراة، وإنما لا نرجع إليها؛ لأن الله تعالى أخبر أنهم قد حرفوا فيها فلا يمتنع أن عليا عليه السلام إنما قال ذلك لأجل أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم قد كان أعلمه بما غيروا وما لم يغيروا.
وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: دعاني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - ليبعثني إلى اليمن قاضيا.
فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم ذوي أسنان وأنا شاب حدث لا علم لي بالقضاء قال: ثم وضع يده على صدري ثم قال: إن الله عز وجل مثبت لسانك وهادي قلبك فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضي للأول حتى تسمع قصة الآخر فما شككت في قضاء بعد ذلك.
وهذا الخبر مشهور وفيه دلالة على أنه أعلم الصحابة لأن دعاء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم – مستجاب.
وروينا [ ] عنه عليه السلام بإسناده إلى إسماعيل بن أبي خالد ذكر مرة عن قيس ومرة عن عامر الشعبي قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن بن مسعود.
فقال: قرأ القرآن ووقف عنده وأحل حلاله وحرم حرامه، وسئل عن حذيفة، فقال: أسر إليه علم المنافقين طلب علما فأدركه، وسئل عن أبي ذر، فقال: وعاء ملئ علما وقد ضيعه الناس، وسئل عن عمار، فقال: مؤمن ينسى وإذا ذكر تذكر قد ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه، وسئل عن سلمان، فقال: أدرك العلم الأول والآخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منا أهل البيت، وسئل عن نفسه، فقال: إياها أردتم كنت إذا سكت أبتديت، وإذا سئلت(1) أعطيت وإن بين هاتين الدفتين(2) يعني اللحيتين(3) لعلما جما)).
وأما قولنا: بل أيهم قال له الحق معه......إلى آخر ذلك، ففي ذلك ما روينا عن [ ] شهر بن حوشب قال: كنت عند أم سلمة إذ استأذن رجل فقيل له من أنت.
قال: أنا أبو ثابت مولى علي.
فقالت أم سلمة: مرحبا بك يا أبا ثابت ادخل فدخل فرحبت به، ثم قالت له: يا أبا ثابت أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها.
Page 197