Lumières de la certitude sur l'imamat de l'émir des croyants
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genres
قال الصادق عليه السلام: كان والله قد أنزل على الرسول {وكفى الله المؤمنين القتال}[الأحزاب:25] بعلي بن أبي طالب؛ وقيل: أنه لم يكن في العرب أشجع من عمرو بن عبد ود ولا أكبر منه جثة؛ فكان منه أنه يومئذ طفر الخندق بفرسه فجعل ينادي للبراز عمر بن الخطاب، وغيره من الصحابة أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فجعل عمر يلوذ برسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- من عمر بن عبد ود فعند ذلك الخطب العظيم الذي يهز المسلمين قال: رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من يخرج إلى عمرو بن عبد ود وأنا ضامن له الجنة))، فخرج علي، وحمل الضمان بالجنة، وبرز له عليه السلام، فكان بينهما يوم عصبصبا، وقتال عظيم؛ كانت فيه الدائرة على عدو الله بعد أن ضرب عليا عليه السلام على رأسه فشجه شجة منكرة، وضربه علي عليه السلام ضربة فطرح رجليه بضربة واحدة، وثبت إليه اثنتي عشر قدما ممتد وانصرف عشرين فوق ثبتته، ثم جز علي عليه السلام رأسه، وقتل ولده، وهاجت الرياح، وانهزمت الكفار، وفي ذلك اليوم لما ضربه عمرو على رأسه نفث عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى برئ من الضربة، وقال: أين أكون إذا خضبت هذه بهذا.
وفي ذلك اليوم قال أمير المؤمنين عليه السلام: لما قتل عمرو بن عبد ود يوم الخندق.
أعلي تقتحم الفوارس هكذا
اليوم يمنعني الفرار حفيظتي
ألا بن عبد حين شد أليه ... عني وعنهم أخبروا أصحابي
ومصمم في الهام ليس بنابي
وحلفت فاستمعوا من الكذاب
ألا يصد ولا يهلهل فالتقى
فصددت حين رأيته متقطرا
وعففت عن أثوابه ولو أنني ... رجلان يضطربان أي ضراب
كالجذع بين دكادك وروابي
كنت المقطر بزني أثوابي
وروينا: أن عمرو لما خرج معلما ليرى مكانه، ولما وقف وخيله.
قال: من يبارز فبرز علي بن أبي طالب.
فقال له: يا عمرو إنك كنت عاهدت الله أن لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها قبله.
Page 173