Lumières de la certitude sur l'imamat de l'émir des croyants
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genres
قلنا: إن كانت مجملة فلا بد أن يكون قد وقع البيان لأنه حتم الطاعة لأولي الأمر منهم، وقد كان بعضهم يأمر بعضا لا محالة، فلا بد أن يبين لهم من تجب طاعته ممن لا تجب طاعته في أمره، وإلا كان تكليفا لما لا يعلم، وذلك لا يجوز على الله تعالى، ولا شك أن البيان حاصل لأنه لا أحد قال بأنها فيمن شهد نزولها إلا قال هو أمير المؤمنين عليه السلام ولأن ما أورده صلى الله عليه وآله وسلم في نصه عليه السلام قد بين المجمل وكشف الملتبس هذا إن قلنا إنها مجملة.
وإن قلنا: بأنها ليست بمجملة لم يلزم ما ذكره المخالف:
والمصطفى المنذر وهو الهادي
في ليلة الغار من الأعادي ... وهو له الفادي ونعم الفادي
تحت ظلال القضب الحداد
يرمونه في الليل بالحجارة
فاتخذ الصبر لهم دثاره ... لعلها تبدوا لهم أمارة
والموت إذ ذاك يشب ناره
وقام فيهم ضيغما مسارعا
حتى بدا وجه الصباح طالعا ... وانهزموا يمعن كل راجعا
فاستقبل الأزواج والودائعا
فأنزل الرحمن بشرى نفسه
أما يزال مثل هذا ألبسه ... لما ابتغى رضاه وقدسه
وقد أراه جنة وأنسه
كم بينه وبين رب الحزن
يقول لا تحزن وليس يغني ... في الغار مع نبيه في الأمن
شتان بين قوة ووهن
ما قولنا: والمصطفى المنذر وهو الهادي: فنريد بذلك قول الله تعالى: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}[الرعد:7]، فإن المروي في تفسيرها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: ((أنا المنذر وأنت الهادي لكل قوم)).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليلة أسري بي ما سألت ربي شيئا إلا أعطاني هو وسمعت مناديا من خلفي: يا محمد إنما أنت منذر ولكل قوم هاد. قلت: أنا المنذر فمن الهادي. قال: علي بن أبي طالب الهادي، والمهتدي القائد أمتك إلى جنتي غرا محجلين برحمتي)).
Page 158