Lumières de la certitude sur l'imamat de l'émir des croyants

Anonyme d. 1450 AH
153

Lumières de la certitude sur l'imamat de l'émir des croyants

أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين

فهي له فليزة من أطاعه الآية هي قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}[النساء:59] احتج بها أئمتنا عليهم السلام على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، ووجه الإستلال بها أنه لا خلاف أنها خطاب لمن كان حاضرا من المؤمنين حالة نزولها، وقد أمرهم الله فيها بطاعة الله وطاعة رسوله، وعطف بطاعة أولي الأمر منهم وذلك يقتضي أن أولى الأمر منهم غير الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم - لأن العطف يقتضي غير المعطوف عليه وقد أخبر الله تعالى بأن الذي أمر بطاعته من أولي الأمر هو: منهم في تلك الحال، وحاصل الكلام أنه لا يصح أن يقال: أطيعوا العلماء منكم إلا وهم حاضرون فيهم، وذلك يقتضي وجوب طاعة أولي الأمر منهم من المسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فلا أحد قال بأنه كان فيهم أولي الأمر إلا أنه قال: بأنه أمير المؤمنين عليه السلام، فيجب حمل الآية على ذلك، ولا سيما مع القرائن الكثيرة في الحث على اتباعه، وأنه على الحق، وأنه بمنزلة هارون وأن موالاته واجبة باطنا وظاهرا وأن محبته واجبة، وأنه لم يؤمر عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد إلى غير ذلك مما قد تقدم بيان بعض منه ومما يأتي منه كثير لا يخفى إلى على من اتبع هواه وآثر العصبية والحمية والمذهب على الحجة، وإذا كانت طاعته عليه السلام واجبة كان هو الإمام ولأن المفتي لا تجب طاعته في كل شيء إلا إذا رضى باستفتائه، والقاضي لا يجب طاعته إلا مسنده إلى طاعة الرسول، والإمام وكذلك الأمير. فإن قيل: إن الآية مجملة تحتاج إلى بيان.

Page 157