Lumières de la certitude sur l'imamat de l'émir des croyants
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genres
روينا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبته على المنبر: والله وما نزلت من آية في ليل ولا نهار، ولا سهل ولا جبل، ولا سفر ولا حضر، إلا عرفت متى نزلت، وفيمن نزلت، وعرفت ناسخها ومنسوخها، ومحكمها، ومتشابهها ومجملها ومفصلها، وما من أحد من قريش إلا نزلت فيه آية أو آيتان إما بمدح وإما بذم.
فقال له رجل: أنت أحد قريش فما الذي نزل فيك؟ فقال: أما تقرأ سورة هود {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه}[هود: 17]، فكان الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- على بينة من ربه وأنا الشاهد منه، فاحتملت الآية أن يكون عليه السلام ثانيا للرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- في كونه على بينة وأن يكون تاليا له في الدعاء إلى الله والقيام مقامه؛ فلما احتملت هذين الوجهين حملناها على جميعهما على مثل ما تقدم في لفظة: الولي لعدم التنافي وعلى أن ثم قرينة تدل على أن المراد بالآية هو علي عليه السلام وهي قوله تعالى: {ويتلوه شاهد منه}، لما روينا من قول النبي –صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي مني وأنا منه)).
وقوله يوم أحد كذلك، وقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك فاسترجعت سورة براءة من أبي بكر وأداها رجل منه، وهو علي عليه السلام.
وكذلك قال جبريل عليه السلام: فيما أفسد خالد وأراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يخرج من يصلح أنه لا يصلح لها إلا أنت أو رجل منك فأمر عليا عليه السلام فتبين بذلك أنه المراد بالآية لا غيره وهو التالي له في وجوب الطاعة إذ لا أحد غيره تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو منه سواه بل من ولي أمر الأمة غيره، وهو أبو بكر ليس من النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حيث عزله عن تبليغ السورة بعلي عليه السلام الذي هو منه، ولهذا المعنى قلنا فأين الجامع للقوم[72-ج] هل ثم دليل قاطع؟
Page 154