وترَاهُ مثْلَ الهَدِيّ إِذا أَقْ ... بَلَ يَخْطُو في سَرْجه والعِنَانِ
فعَلَيْه يَفْرِي الفَتَى طَيْلَسَانَ اللّ ... يْلِ واللَّيْلُ مُسْبَلُ الطَّيْلَسَانِ
وبه تُبْلَغ المُنَى حينَ لا تَأْ ... مُلُ مِن غَيْرِه بُلُوغ الأَمانِي
ولابن طَباطَبَا العَلَويّ:
أَغَرَّ تَغدُو الغَدَاةَ منه علَى ... أَغَرَّ قَدْ زَادَ حُسْنَه نَزَقُهْ
أَدْهَمَ يُعْشِي العُيُونَ غُرَّتُه ... يُحْسَبُ ليْلًا ووَجْهُهُ شَفَقُهْ
طَالَتْ ثَلاَثٌ منه كما قَصُرَتْ ... منه ثَلاَثٌ وزَانَه شَدَقُهْ
ذو شِيةٍ أُشبِعَتْ له حَلَكًا ... وحافِرٍ ظَلَّ مُشْبَعًا زَرَقُهْ
تَمَّتْ مقَادِيمُه وقَدْ سَتَرَتْ ... فَارِسَه مُقْبِلًا به عُنُقُهْ
إِذَا سَمَا طَرْفُه إلى أَمَدٍ ... قُرِّبَ بالشَّدِّ منه مُنسَحِقُهْ
كأَنّه الرِّيحُ حينَ تُرْسِلُه ... أَو لمْعُ بَرْقٍ إِذا بَدَا طَلَقُهْ
لوْ أَنّ يَوْمَ الرِّهانِ سابَقَهُ ... داحِسُه جاءَ مُحْرَزًا سبَقُهْ
يَنْسابُ كالأَيْنِ تَحْتَ راكِبِهِ ... وتَارَةً يَسْتطِيرُهُ عَنَقُهْ
تَخالُه السَّهْم عنْدَ جرْيَتِه ... يَسْبِق لَحْظَ العُيُونِ مُمْتَرِقُهْ
تطِيب أَعْراقُه لَدَى نَسب ال ... خَيْلِ وفي الجَرْيِ طَيِّبٌ عَرَقُهْ
رَحِيبُ مَجْرَى الحِزَام مُجْفَرُه ... أَجَشُّ صَوْتِ الصَّهيلِ صَهْصَلِقُهْ
وللمَرْيَمِيّ:
ظِرْفٌ كطَرْفِ العيْنِ بَلْ هِي دُونَه ... جَمُّ الجِرَاءِ إِذَا جَرَى غَيْدَاقُهُ
للظَّبْيِ منه أَيْطَلاهُ كمَا حَكَى ... رَأْسُ القَرِيض وللنَّعامةِ سَاقُهُ
؟ وله من السَّبُعِ اتِّساعُ إِهابِه ومع اتِّساعِ إِهابِهِ أَشْداقُهُ
بَذَّ الجِيادَ فما تَعَاطَى ركْضَه ... إِذْ كان يُعْيِي رَكْضَهَا إِعْنَاقُهُ
لولا تماسُكُ مَسْكِه في شدِّهِ ... لا نْقَدَّ عنْه لَبَانُه وصِفَاقُهُ
وللوليد بن عُبَيْد البحتُريّ:
جَذلانُ تَلطِمُه جَوَانِبُ غُرّةٍ ... جاءَت مجيءَ البَدْرِ عِنْد تَمامِهِ
وأسْوَدَّ ثُمَّ صَفَتْ لعَيْنَيْ ناظِرٍ ... جنَبَاتُه فأَضاءَ في إِظْلامِهِ
يَختال في اسْتعراضِه ويُكِبُّ في اسْ ... تدْبارِه ويَشبُّ في اسْتِقدامِهِ
وكأَنّ فارِسه وَرَاءَ قَذَالِه ... رِدْفٌ فلَسْتَ تَراه مِن قُدّامِهِ
ومُقَدّمُ الأُذُنيْن يُحْسَب أَنّه ... بِهما يَرَى الشَّخْصَ الذي لإِمامِهِ
لاَنتْ معاطِفُه فخُيِّلَ أَنّه ... للخَيْزُرَانِ مُنَاسِبٌ بعِظامِهِ
مَالَتْ جَوانِبُ عُرْفِه فكأَنَّهَا ... عَذَبَاتُ أَثْلٍ مالَ تَحْتَ حَمَامِهِ
ولأحمد بن محمد الحضرمي:
طِرْفٍ به اسْتِطْرافُنَا وَحْشَ الفَلاَ ... مُنْذُ افْتَلَيْناه لِيَوْمِ لِكَاكِ
شَنِجِ النَّسا زَجِلٍ كأَنَّ سَرَاتَه ... زُحْلُوقُ لعْبٍ أَوْ سَرَاةُ مَدَاكِ
ينْقضّ كالنَّجْمِ انْبَرَى للرَّجْم أَو ... كالسَّهْمِ طاحَ بمَلْعَبِ الأَتْراكِ
فكأَنّ وَحْش الأَرضِ مِنْ تَعْدائِه ... مَشْدُودةٌ بحبَائلِ الأَشْراكِ
فثَنَاهُ ما بلَّ الجَمِيمُ شَكِيرَهُ ... يَمْشِي العِرَضْنَة مِشْيةَ الفُتّاكِ
مُتصعْلِكٌ يَخْتَال في دِيباجَةٍ ... زنْجِيَّةٍ وشوَاه في أَنْطَاكي
وله أَيضًا:
يغْدُو بشِكَّتِه وبِزَّتِه ... ضَلِعٌ إِلى العُقَّال مَنْزِعُهُ
لَبِسَ الدُّجَى فزُهِي بمَلْبَسهِ ... ولَبِسْنَ ضوْءَ الفَجْرِ أَكْرُعُهُ
فأَضاءَت الشِّعْرى بغُرَّتِه ... لَمَّا تَكَشَّفَ عنه بُرْقُعُهُ
1 / 60