Les Lumières du Prophète
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Genres
قالوا: فلما اشتهر هذا القول في بغداد اجتمع المشايخ والصوفية من أهل بغداد من أصحاب الشيخ حماد؛ ليطالبوا الشيخ عبد القادر بتحقيق ما قاله في الشيخ حماد، وتبعهم خلق كثير من الفقراء، وأتوا إلى المدرسة فلم يتكلم منهم أحد إجلالا للشيخ، فبدأهم بمرادهم، وقال لهم: اختاروا رجلين من المشايخ يتبين لكم ما ذكرته على لسانهما ، فأجمعوا على الشيخ أبى يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني، وكان يومئذ قد ورد إلى بغداد والشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن شعيب الكردي وكان مقيما ببغداد، وكان من ذوي الكشف الخارق والأحوال الفاخرة، وقالوا له: أمهلناك في بيان ذلك على لسانهما جمعة. فقال لهم:
بل ما تقومون من مقامكم هذا حتى يتحقق لكم الأمر، وأطرق وأطرقوا، فصاح الفقراء من خارج المدرسة، وإذا بالشيخ يوسف قد جاء حافيا يشتد في عدوه حتى دخل المدرسة، وقال: أشهدني الله عز وجل ساعة الشيخ حماد لو قال لي يا يوسف أسرع إلى مدرسة الشيخ عبد القادر وقل للمشايخ الذين فيها: صدق الشيخ عبد القادر فيما أخبر به عني فلم يتم كلامه الشيخ يوسف حتى جاء الشيخ عبد الرحمن بن شعيب، وقال مثل قول الشيخ يوسف، فقام المشايخ كلهم يستغفرون للشيخ عبد القادر (قدس الله تعالى روحه).
قال الإمام عبد الله بن أسعد اليافعي في كتابه «نشر المحاسن»: أخبرني بعض الأخيار عن بعض الصالحين أنه يأتي قبر والده في بعض الأوقات ويتحدث معه.
ومن المشهور أن الشيخ الكبير أحمد بن موسى بن عجيل سمعه بعض الفقهاء الصلحاء من قرابته يقرأ في سورة النور في قبره.
قال: وروينا أن الشيخ نجم الدين الأصبهاني طلع مع جنازة بعض الصالحين، فلما جلس بعض الناس من أهل العلم يلقن الميت ضحك الشيخ نجم الدين ولم يكن الضحك عادته، فسئل عن ذلك؟ فقال: سمعت صاحب القبر يقول: أما تعجبون من ميت يلقن حيا وغير ذلك مما يطول ذكره من كلام الموتى للأولياء.
النوع الثالث: انغلاق البحر وجفافه:
من ذلك ما روي أنه مات بعض الفقراء في سفينة، قال الراوي: فأردنا إلقاءه في البحر، فرأيت البحر قد انشق نصفين، ونزلت السفينة إلى الأرض، فخرجنا وحفرنا له قبرا ودفناه فيه، فلما فرغنا استوى الماء، وارتفعت السفينة وسرنا.
Page 189