Les étoiles brillantes sur la solution des expressions des feuillets en principes de jurisprudence

Ibn Cuthman Shams Din Mardini d. 871 AH
50

Les étoiles brillantes sur la solution des expressions des feuillets en principes de jurisprudence

الأنجم الزاهرات على حل ألفاظ الورقات في أصول الفقه

Chercheur

عبد الكريم بن علي محمد بن النملة

Maison d'édition

مكتبة الرشد

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

1999 AH

Lieu d'édition

الرياض

شَيْء﴾ [سُورَة الشورى: ١١) فالكاف زَائِدَة للتَّأْكِيد؛ لِأَنَّهُ لَو كَانَ اللَّفْظ على حَقِيقَته لزم نَفْيه تَعَالَى عَن ذَلِك، وَإِثْبَات غَيره تَعَالَى وَهَذَا بَاطِل؛ لِأَن المُرَاد من الْآيَة إِثْبَات وحدانيته، وَنفي مَا يضاده؛ إِذْ لَو لَهُ مثل لشاركه فِي الْآلهَة، تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا. وَالْمجَاز بِالنُّقْصَانِ. مثل قَوْله تَعَالَى: ﴿واسأل الْقرْيَة﴾ [سُورَة يُوسُف: ٨٢] فَإِن قرينَة الْحَال تدل على أَن السُّؤَال لَا يكون إِلَّا لمن يعقل وَأَن الْقرْيَة لَا تعقل، فَكَانَ السُّؤَال لَهَا مجَازًا، وَفِي الْحَقِيقَة إِنَّمَا هُوَ لأَهْلهَا كَمَا مثله الشَّيْخ ﵀ وَأما الْمجَاز بالاستعارة مثل قَوْله تَعَالَى: ﴿جدارًا يُرِيد أَن ينْقض﴾ [سُورَة الْكَهْف: ٧٧] فَلَا شكّ أَن الْإِرَادَة فِي الْحَقِيقَة لمن لَهُ حَيَاة، والجدار جماد، والجماد لَا إِرَادَة لَهُ لَكِن لما أشرف على الانهدام استعير لَهُ الْإِرَادَة. وَمن هَذَا الْقسم قَول الْقَائِل: " أحيتني رُؤْيَة زيد " فَإِن الْإِحْيَاء فِي الْحَقِيقَة لله - تَعَالَى - لَكِن لما وجد الرَّائِي غَايَة السرُور والابتهاج بِرُؤْيَة زيد بِحَيْثُ ضاهت حَيَاة الَّتِي بهَا وجود الْإِنْسَان استعير للرؤية الْحَيَاة. وَأما الْمجَاز بِالنَّقْلِ كالغائط فِيمَا يخرج من الْإِنْسَان، فَإِن لَفْظَة " الْغَائِط " إِنَّمَا وضعت فِي اللُّغَة أَولا لمَكَان منخفض من الأَرْض يقْصد عِنْد الْحَاجة؛

1 / 114