بيروس :
أصبت لقد تجاوزت الحدود بالصدود، وقابلتني بما لا يحتمل من التجني والملل، ومما زداني غيظا أنها حين أمرتها بوداع ابنها ذهبت، وأهاجت بالبكاء نار حزنها، فرأيتها وهي تسكب الدمع وتذريه معانقة ولدها، وقد كررت مائة مرة ذكر أبيه، والتفتت إلي وهي تقول هذا هكتور الفريد ... هذا بعلي المجيد، عيناه تشبه عينيه، وكل ما فيه يدل عليه. ثم عادت إليه فعانقته قائلة أنت بعلي، وأنت ولدي، وأنت قصدي، وأنت عضدي، فأيقنت أنها تروم أن أحمي ابنها لتشفي به نفسها من الآلام، وتشفي نفسي وتضرم فيها نار الغرام.
فنكس :
هذه عقبى هوى الغيد، مذلل الصناديد، وجاعل الملوك كالعبيد، والباسل كالرعديد.
بيروس :
زعمت بأني لا أحول عن الوفا
صدقت فإني عنه لست أحول
لكن هجرت نعم هجرت فخلها
تبكي وتندب حظها وتقول
وأمر ما لاقيت في أسر البلا
Page inconnue