25
ولنضع ميلاد لوكريتيوس في العام الأول من الأوليمبياد الواحد والسبعين بعد المائة؛ أي في عام 97ق.م.، ولو أنه مات في الرابعة والأربعين من عمره ، فإن الحدث يكون قد وقع بالضبط في عام 53ق.م. عندما كان فرجيل في السابعة عشرة من عمره ثم ترك كريمونا قاصدا ميلان.
وسواء لبس فرجيل الشملة في الخامسة عشرة أو السابعة عشرة فإنه أتم دراساته في كريمونا ثم أرسل إلى ميلان، ولكنه بقي فيها مدة قصيرة ثم ذهب بعدها مباشرة إلى روما.
26
ولكي نقرر حالة التعليم في ميلان يجدر بنا أن نعود إلى خطاب لبليني الصغير كتبه منذ أكثر من قرن بعد ذهاب فرجيل إليها، ويقول إن شبان كومو
Como
كانوا يذهبون إلى ميلان لتلقي العلوم لعدم وجود مدارس في مدينتهم.
27
ويحتمل أن فرجيل لم يجد هناك مدرسين أجدر من الذين تركهم في كريمونا؛ ولهذا آثر الإقامة القصيرة، ولا بد أنه اضطر إلى الذهاب إلى روما تحت تيار رغبته الشديدة في أن يقف على معالم المدينة التي طالما سحرت لبه عن بعد.
وقد سبق أن أشرنا إلى القلاقل التي كانت قائمة بين السكان القاطنين وراء نهر البو للحصول على امتيازات المواطن الروماني. أما الكلت والأترسك الذين كانوا يقيمون في غاليا ترانسبادانا فقد وجهوا أنظارهم وقلوبهم شطر روما التي كانت تصهر في بوتقتها عناصر شبه الجزيرة المختلفة لتخلق منها عنصرا واحدا، ففي نفس العام الذي ذهب فيه فرجيل وهو في سن الثانية عشرة إلى كريمونا، حصل يوليوس قيصر على سيطرة قوية لمدة خمس سنوات على الولايات الغالية بموجب القانون الفاتيني الذي منحه أيضا أربع كتائب، وبانتهاء هذه المدة جدد سلطانه مدة خمس سنوات أخرى، فلما تعهد قيصر بفتح غاليا ترانسالبينا جعل غاليا كيسالبينا قاعدة استعداداته الحربية.
Page inconnue