لقد كان فراغا ذميما في أكثر نواحيه، ولكنه على مذمته قد أفادنا درسا خالدا لا يصح أن ننساه. ذلك الدرس الخالد هو حاجة الناس جميعا إلى أوقات الفراغ، فهو شيء لا غنى عنه في حياة أمة، ولا في حياة أحد ...
وحبذا قضاء الفراغ كله فيما هو خير، ولكننا إذا خيرنا بين الفراغ بخيره وشره، وبين ضياع الفراغ كله لاخترنا أهون الشرين.
إن العقلاء من أصحاب الأعمال يطلبون اليوم متسعا من الفراغ لعمالهم بعد أن كان طلب الفراغ مقصورا على العمال.
فالعامل الذي يتسع وقته للرياضة ينشط لعمله بعد عودته إليه.
والعامل الذي ينفق بعض الوقت ينفق بعض المال؛ فتدور الحركة حركة البيع والشراء في الأسواق.
حسبة من حساب الحرص لا من حساب الإسراف، وحسبة يرضى عنها علم الاقتصاد ولا يغضب عليها علم الأخلاق.
والاقتصاد الأعظم بعد هذا وذاك هو الذي تعلمناه ونتعلمه من تاريخ الإنسانية من أوله إلى عهده الحاضر.
لا بد من فراغ!
ولا بد من فراغ نحفظه!
والفراغ الذي نحفظه هو الذي يحفظنا؛ لأننا نستخلص فيه خير ما ندخره من غربلة التجارب والمعارف والعظات. (4) أحرج ساعة في حياتي
Page inconnue